ومن جانبه، أوضح عالم الحفريات والأستاذ المساعد في جامعة الصين لعلوم الأرض، ليدا شينغ، أن العديد من الحفر الحجرية في المطعم الواقعة بمدينة ليشان في مقاطعة سيتشوان، احتوت على آثار أقدام لإثنين من سحليات الأرجل أو “الصوروبودا”، أي نوع من الديناصورات عاش خلال العصر الطباشيري المبكر.
وأكد فريق شينغ الاكتشاف، السبت، باستخدام ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد.
وكانت سحليات الأرجل، المعروفة بأعناقها الطويلة وذيولها، تُعد من أكبر الحيوانات التي مشت على الأرض على الإطلاق.
ويمكن أن ينمو هذا النوع من الديناصورات حتى طول ثلاث حافلات مدرسية مجتمعة، كما أن حجمها كان ثقيلًا للغاية، لدرجة أن الأرض كانت تهتز أثناء سيرها.
وأشار شينغ إلى أن الديناصورين اللذين خلّفا آثار الأقدام هذه، ربما بلغ طول جسمهما حوالي 8 أمتار.
ورغم من اكتشاف العديد من أحافير الديناصورات التي تعود إلى العصر الجوراسي في مقاطعة سيتشوان، إلا أن عدد أقل بكثير من الحفريات كانت تعود إلى العصر الطباشيري.
ولفت شينغ إلى أن العصر الطباشيري يعد الفترة التي “ازدهرت خلالها الديناصورات حقًا”، مضيفًا أن “هذا الاكتشاف يشبه في الواقع أحجية الصور المقطوعة، تضيف قطعة من الأدلة إلى العصر الطباشيري لسيشوان وتنوع الديناصورات”.
وكان التطور السريع للصين خلال العقود الأخيرة سببًا في جعل دراسة الحياة القديمة من خلال سجلات الحفريات، مهمة أكثر صعوبة، وفقًا لما ذكره شينغ.
وأضاف: “من النادر العثور على الحفريات في المدينة، لأن المباني تغطّيها”.
ويهدف فريق شينغ إلى زيارة مواقع الاكتشافات المحتملة في غضون 48 ساعة من تلقي بلاغ، خوفا من “تعرضها للدمار بسبب أعمال البناء في غضون أيام”.
وقبل أن يتحول إلى مطعم، كان موقع الاكتشاف يستخدم كمزرعة للدواجن، حيث كانت آثار أقدام الديناصورات مدفونة بطبقات من الأوساخ والرمل – مما يحميها من التآكل والأضرار الناجمة عن عوامل الطقس.
وقد أزيلت تلك الأوساخ فقط منذ حوالي عام، أي وقت افتتاح المطعم.
ولفت شينغ إلى أن مالك المطعم أحب المظهر الطبيعي للحجر غير المستوي، لذلك تركه دون مساس بدلاً من تسويته بالأسمنت.
وقال شينغ إنه نتيجة لذلك،”تمت حماية آثار الأقدام هذه بشكل جيد”.
وأضاف: “عندما ذهبنا إلى هناك، وجدنا أن آثار الأقدام كانت عميقة جدًا وواضحة تمامًا، لكن لم يفكر أحد فيها (هذا الاحتمال).”
وقام صاحب المطعم بتسييج الموقع لمنع الناس من المرور فوق الحفر، وقد يبني سقيفة لحماية آثار الأقدام بشكل أكبر، حسبما ذكره شينغ، مضيفًا أنها كانت علامة مرحب بها تدل على اهتمام علمي أكبر بين الجمهور.
وأوضح شينغ قائلًا: “لو كان ذلك قبل 10 أعوام، لما تلقيت صوراً لـ (أحافير أو آثار أقدام) ديناصور مشتبه به”.
وتابع: “أما الآن، أحصل على عدد لا بأس به (من الصور) من قبل المواطنين العاديين، وأتفقّد العديد من آثار أقدام الديناصورات تلك كل عام”.
التعليقات