هل تهدر أموالك على المكملات الغذائية؟ هذا ما يقوله الخبراء – صحيفة الصوت

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– من غير المرجّح الحصول على حماية من أمراض السرطان أو القلب، أو منع حالات الوفاة بشكل عام عبر تناول مكمّلات الفيتامينات، والمعادن، وفقًا لما ذكرته فِرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية في إرشادات محدّثة صدرت في مجلة JAMA.

ومنذ آخر توصية لها في عام 2014، راجعت فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية 84 دراسة اختبرت تأثير الفيتامينات على 700 ألف شخص تقريبًا، بما في ذلك 52 دراسة جديدة حول هذا الموضوع.

ومع ذلك، ظلّت النتيجة مثلما كانت عليه في عام 2014، ومفادها: إذا كنت بالغًا يتمتع بصحة جيدة، فهناك “أدلّة غير كافية” لوجود أي فوائد تُطيل عمر الفرد عند استخدام فيتامين E، وفيتامين D، والكالسيوم، وفيتامين A، و”بيتا كاروتين” ، وفيتامين B3، وفيتامين B6، وفيتامين C، والسيلينيوم.

ومع ذلك، هناك أدلّة كافية للتوصية بعدم استخدام مكمّلات “بيتا كاروتين”، والتي يحوّلها الجسم إلى فيتامين A، للوقاية من أمراض القلب، والأوعية الدموية، أو السرطان ، وذلك بسبب “زيادة مُحتملة لخطر الوفاة، والوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية، والوعائية، وسرطان الرئة”، بحسب ما ذكرته فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية.

وقالت فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية إنه لا ينبغي للأشخاص استهلاك فيتامين E لأنه “ليس له فائدة صافية على الأغلب في الحد من الوفيات، أو أمراض القلب، والأوعية الدموية، أو السرطان”.

وفي مقال افتتاحي رافق الإرشادات، قال رئيس قسم الطب الباطني العام في كلية “فاينبرغ” للطب بجامعة “نورث وسترن” في مدينة شيكاغو الأمريكية، الدكتور جيفري ليندر: “ينبغي أن تستمر استشارات نمط الحياة الخاصة للوقاية من الأمراض المزمنة لدى المرضى في التركيز على الأساليب التي تستند إلى الأدلة، بما في ذلك الأنظمة الغذائية المتوازنة التي تحتوي على نسبة عالية من الفاكهة، والخضار، وممارسة النشاط البدني”.

وأضاف ليندر وزملاؤه: “بدلاً من تركيز المال، والوقت، والاهتمام على المكمّلات، من الأفضل التشديد على الأنشطة منخفضة المخاطر، والتي تتمتّع بفائدة أعلى… وذلك بعد اتّباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن صحي، وتجنّب التدخين”.

مليارات الدولارات

ولكن على الرغم من الرسالة الثابتة من المجتمع العلمي، فإن “أكثر من نصف البالغين الأمريكيين يستهلكون المكملات الغذائية”، حيث أنفقوا ما يقدر بنحو 50 مليار دولار في عام 2021، وفقًا لما ذكره ليندر وزملاؤه.

لذا، ما سبب إنفاقنا الكثير من المال على المكملات الغذائية رغم وجود القليل من الأدلة التي تدعم فوائدها؟

وقال عالم السلوك، الدكتور بيتر أوبل، في افتتاحية مصاحبة نُشرت في مجلة JAMA للطب الباطني: “بحسب استطلاعات رأي السكان، يتناول الأشخاص الفيتامينات إمّا للبقاء بصحّة جيّدة، أو للشعور بالمزيد من النشاط، أو من أجل راحة البال. ويتم تعزيز هذه المعتقدات التي تتحدّى الأدلة بالحملات التسويقية الذكية”.

وبمجرّد أن ينظر الأشخاص للفيتامينات على أنها “جيّدة وصحية”، يترسّخ سلوك آخر يُدعى “عدم الحساسية للجرعة”، وخلاله، يعتقد الأفراد أنه إذا كان القليل أمر جيّد، فيجب أن يكون المزيد أفضل، بحسب ما ذكره أوبل، وهو أستاذ بإدارة الأعمال، والسياسة العامة، والطب في كلية “فوكوا” للأعمال بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية.

وتواصلت CNN مع مجلس التغذية المسؤولة، وهو منظمة تجارية لصناعة المكمّلات الغذائية، وتلقت الرّد التالي من نائب الرئيس الأول للشؤون العلمية، والتنظيمية للمجلس، أندريا وونج: “لا ينبغي إساءة تفسير الأدلة المحدودة الواضحة على أنها تعني عدم وجود أدلة”.

وأضافت وونج: “تدعم العديد من الدراسات البحثية استخدام الفيتامينات المتعددة من قبل معظم الأمريكيين لمجموعة من الفوائد”.

يحتاج بعض السكان إلى مكمّلات

وهناك بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى فيتامينات معيّنة.

ويجب أن تتناول النساء الحوامل مثلاً مكملًا يوميًا يحتوي على 0.4 إلى 0.8 ملليغرام من حمض الفوليك للوقاية من العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي، وفقًا لتوصية منفصلة من فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية.

كما يقول الخبراء إن الأشخاص الذين يعانون من إمكانيات وصول محدودة إلى خيارات الطعام الصحية، أو الذين يعانون من حالات طبية معيّنة، أو أي شخص يزيد عمره عن 65 عامًا قد يحتاجون إلى إضافة مغذيات دقيقة مُحدّدة إلى نظامهم الغذائي.

وتستخدم العديد من النساء بعد سن اليأس المكمّلات الغذائية لتقليل الكسور، ولكن وجدت فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية في عام 2018 أنه ليس لتناول فيتامين D مع الكالسيوم أي تأثير على حدوث الكسور لدى النساء بعد سن اليأس.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *