دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أظهر بحث جديد أن الأشخاص الذين يعانون من نوع مستمر من آلام الصداع قد يعثرون على الحل من خلال ممارسة صينية قديمة.
وقد يقلّل الوخز بالإبر من عدد حالات الصداع الشهرية للأشخاص الذين يعانون من صداع التوتّر المزمن، وفقًا لدراسة نُشرت بتاريخ 22 يونيو/حزيران في مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب “Neurology”.
ويتضمن صداع التوتّر إحساسًا بالضغط أو الشّد على جانبي الرأس يتراوح بين خفيف ومعتدل، ويتم تصنيفه كحالة مزمنة عند حدوثه لمدة 15 يومًا على الأقل في الشهر.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، والأستاذ بجامعة تشنغدو للطب الصيني التقليدي، الدكتور ينج لي إنه بعد شهرين من تلقّي العلاج، قد يوفّر الوخز بالإبر الرّاحة من صداع التوتّر المزمن لمدة 8 أشهر على الأقل.
ووجدت دراسات سابقة أن علاج الوخز بالإبر قد يكون فعالًا في حالات صداع التوتّر المزمن، والتي تكون على شكل نوبات أيضًا.
وأكّد لي أن هذه الدراسة واحدة من أوائل الدراسات التي أظهرت أن الوخز بالإبر فعّال بشكلٍ خاص لتخفيف صداع التوتر المزمن.
وحلّل لي وفريقه تأثير 20 جلسة من الوخز الحقيقي أو السطحي بالإبر، على 218 شخص عانوا من صداع التوتر المزمن لمدة 11 عامًا في المتوسط، والذين عانوا من 22 يومًا مصحوبًا بصداع شهريًا.
وتشتمل علاجات الوخز الحقيقي بالإبر تحقيق إحساس يُدعى “deqi” يكون ناجمًا عن وضع وتحريك إبرة بعمق 12.5 إلى 20 مليمترًا في الجسم لإحداث شعور بالوخز، والتنميل، أو شعور بالثِقل.
وتستخدم العلاجات السطحية نقاط الجسم ذاتها، ولكن يتم إدخال الإبر بعمق 2 مليمتر فقط بشكلٍ لا يحقق أي إحساس.
وبحلول نهاية الدراسة، أفاد 68% من المشاركين الذين تلقوا الوخز الحقيقي بالإبر، و50% من المشاركين الذين تلقوا الوخز السطحي بالإبر انخفاض عدد الأيام التي عانوا فيها من الصداع كل شهر بمقدار النصف على الأقل.
وقال ويلي إن النتائج متقاربة مع نتائج التجارب السريرية للأدوية.
حدود العلاج عبر الوخز بالإبر
وبالنسبة للمرضى الذين لا يرغبون في استخدام مسكّنات الألم الموصوفة، يقدّم الوخز بالإبر بديلاً يبعث على التفاؤل.
وهناك حاجة للمزيد من الأبحاث حول فعّالية الوخز بالإبر من حيث التكلفة لأن العلاج قد يكون باهظ الثمن، وخصوصًا في الولايات المتحدة.
ويُشبه الوخز بالإبر العلاج الطبيعي، ويعني ذلك أن المرضى سيحصلون على أفضل النتائج عند القدوم لتلقّي العلاج عدّة مرات في الأسبوع، بحسب ما ذكرته أخصائية مرخّصة في الوخز بالإبر، ومتخصصة في الاضطرابات العصبية، والارتجاجات، وإصابات الدماغ الرضحية، آيلا وولف، والتي لم تشارك في الدراسة.
ووجدت دراسة نُشرت في عام 2017 أنه في بعض الحالات، كان الوخز بالإبر مرتبطًا بإصابات في الأعضاء، والأنسجة، والعدوى، وردود فعل سلبية أخرى.
ولكن، الدراسات والبيانات الحديثة تجعل من انتقاد الوخز بالإبر أمرًا صعبًا، بحسب ما أوضحته الدكتورة تيشا مونتيث، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب السريري، ورئيسة قسم الصداع في كلية ميلر للطب بجامعة ميامي.
وقالت مونتيث، التي لم تشارك في الدراسة، إن علاج الألم المزمن نهج متعدّد التخصصات، والوخز بالإبر من خيارات العلاج العديدة التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
وأضافت مونتيث أن العديد من المرضى في الدراسة تعاملوا مع صداع التوتر المزمن لمدة عشر أعوام على الأقل، ما يعني أنهم حاولوا وفشلوا في الاستجابة للعلاجات الأخرى على الأرجح.
التعليقات