وصدر القرار صباح السبت، بعدما عقدت منظمة الصحة العالمية جلستها الثانية للطوارئ لمناقشة تتطورات هذه القضية، الخميس.
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، صباح السبت: “لقد قررت أن تفشي مرض جدري القردة في العالم يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا”.
وقال تيدروس إنه فيما لم تتمكن اللجنة من التوصل إلى توافق في الآراء، فإنه توصل إلى القرار بعد النظر في العناصر الخمسة المطلوبة لتقرير إذا كان تفشي المرض يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا.
وكانت منظمة الصحة العالمية تريّثت بداية عن إعلان تفشي مرض جدري القردة أنّه يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا بعد اجتماع لجنة الطوارئ الأول في 23 يونيو/ حزيران. في ذلك الوقت، قال تيدروس إن لجنة الطوارئ نصحت بأنه في الوقت الحالي “لا يشكل الحدث حالة صحية عامة يستدعي تصنيفها حالة طوارئ ذات اهتمام دولي “لكنها أقرت” بالتهديد الصحي المتطوّر” الذي ستتابعه منظمة الصحة العالمية عن كثب.
تُعرِّف منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العامة ذات الاهتمام الدولي، أو PHEIC، بأنها “حدث استثنائي” يشكل “خطرًا على الصحة العامة للدول الأخرى من خلال الانتشار الدولي للمرض” و”قد يتطلب استجابة دولية منسقة”.
وكانت لجنة الطوارئ التابعة للمنظمة والمعنية بجدري القردة اجتمعت للمرة الأولى في أواخر يونيو/ حزيران، عندما أبلغ أعضاؤها عن مخاوف جدية بشأن حجم وسرعة تفشي الفيروس، لكنهم قالوا إنه لا يشكل حالة طوارئ صحية. وقد دعا تيدروس اللجنة للانعقاد من أجل تقديم آخر المعلومات.
يعد إعلان حالة الطوارىء الصحية من اللوائح الصحية الدولية التي تم إنشاؤها عام 2005، وهو يمثل اتفاقية دولية للمساعدة في منع مخاطر الصحة العامة التي يمكن أن تنتشر في أنحاء العالم والاستجابة لها.
وتصف المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها اللوائح بأنها “اتفاقية ملزمة قانونًا لـ196 دولة، لبناء القدرة على اكتشاف حالات الطوارئ الصحية العامة المحتملة والإبلاغ عنها في جميع أنحاء العالم. تتطلب اللوائح الصحية الدولية أن يكون لدى جميع البلدان القدرة على الكشف، والتقييم، والإبلاغ، والاستجابة لأحداث الصحة العامة”.
هناك نوعان من حالات الطوارئ الصحية العامة المستمرة: شلل الأطفال، الذي بدأ عام 2014، وفيروس “كوفيد-19″، الذي بدأ عام 2020.
تم الإعلان عن أربع حالات طوارئ صحية أخرى منذ وضع اللوائح: إنفلونزا الطيور H1N1 بين عامي 2009 و2010، الإيبولا بين عامي 2014 و2016، وبين 2019 و2020، وفيروس زيكا عام 2016.
حاليًا، بُلّغت الولايات المتحدة الأمريكية عن أكثر من 2800 حالة محتملة أو مؤكدة لمرض جدري القردة في 44 ولاية، واشنطن العاصمة وبورتوريكو، وفقًا لبيانات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها. على الصعيد العالمي، هناك أكثر من 16500 حالة تم الإبلاغ عنها في 74 دولة.
يعد جدري القردة، من سلالة فيروس الجدري الذي تم القضاء عليه الآن. وهو مستوطن في أجزاء من غرب ووسط أفريقيا وعادة ما يتم التقاطه من قوارض أو حيوان ثديي صغير.
يمكن أن ينتشر فيروس جدري القردة من خلال ملامسة سوائل الجسم، أو التقرّحات، أو أشياء مثل الملابس والفراش الملوثة بالفيروس. يمكن أيضًا أن ينتشر من شخص لآخر من خلال قطرات الجهاز التنفسي، عادةً عن كثب، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض.
أي شخص كان على اتصال بشخص مصاب بطفح جلدي يشبه جدري القردة، أو كان على اتصال بشخص لديه حالة محتملة أو مؤكدة من جدرى القردة، يكون عرضة لخطر الإصابة بالعدوى. رصد عدد كبير من الحالات هذا العام بين رجال مارسوا الجنس مع رجال، ويركز مسؤولو الصحة العامة جهودهم الوقائية على هذه المجموعة.
التعليقات