دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أمسكت إيما جاتلاند بعدسة واسعة الزاوية، ووجهتها نحو السماء.
وفي إطارها، يظهر وحيد القرن مقيدًا من أنفه وأقدامه الأربعة، بينما يتم نقله جواً بواسطة مروحية.
ورغم أن المشهد كان غريبًا بالنسبة إلى جاتلاند، إلا أن الصورة التي التقطتها في تلك اللحظة أظهرت ارتباطًا بين الطبيعة والبشر.
وفي الحقيقة، هذا ما تحاول مصورة الحياة البرية، التي تبلغ من العمر 39 عامًا، إبرازه في كل صورة.
وكان وحيد القرن يخضع لعملية نقل لأسباب أمنية من محمية “Hluhluwe-Imfolozi Game” في كوازولو ناتال، جنوب أفريقيا.
وبالنسبة إلى هذه الحيوانات المهددة بالانقراض، يعتبر الجسر الجوي هو الخيار الأفضل لصحتها، خاصة أنه يساعد في فتح مجاريها الهوائية.
ووُلدت جاتلاند في زيمبابوي، ونشأت في جنوب أفريقيا، حيث ازداد حبها للطبيعة بعد سنوات من قضاء إجازات عائلية في بيئات خارجية ومتنوعة.
وتقول جاتلاند: “أصبحت هذه الأماكن من بين أكثر المواقع التي أشعر فيها بسعادة مطلقة”.
واشترت أول كاميرا لها في رحلة إلى المغرب، موضحة أن “الامتياز المطلق في الحياة بالنسبة لي هو رصد لحظة من الزمن انتهت بكبسة واحدة، ولن تحدث مرة أخرى أبدًا”.
وتُوضح جاتلاند أن “الانخراط في المكان الذي تتواجد فيه، وتوثيقه في أبسط صوره هو الأمر الأكثر إثارة، ولكنه يمثل أيضًا تحديًا في الوقت ذاته”.
وطورت جاتلاند إحساسها الفني من خلال استخدام تقنيات مختلفة واللعب بالأضواء والألوان.
هدف أكبر
وتشير جاتلاند إلى أنها تريد لصورها أن تحكي قصة، وتأمل أن تلفت الانتباه إلى بعض القضايا الملحة التي تواجهها هذه الحيوانات، لا سيما وحيد القرن، الذي يتعرض لتهديد من الصيادين الباحثين عن قرونه.
ويتم تصنيف وحيد القرن الأبيض، الذي يظهر بشكل متكرّر في صور جاتلاند، على أنه مهدّد بالانقراض، مع وجود 18 ألف نوع فقط من الأنواع المتبقية في البرية.
وتُعد جاتلاند أيضًا مثالًا على العدد المتزايد من النساء في مجال التصوير الفوتوغرافي للطبيعة في جنوب أفريقيا.
وتأمل أن يحظى التصوير الفوتوغرافي الخاص بها بأهمية دولية وأن يلهم غيرها من المصورات، لمشاركة الطريقة التي يقمن فيها برؤية العالم.
التعليقات