دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) –يعمل مات فورد في مجال توليف الأفلام، لذا لم يكن صعبًا عليه إعداد مقاطع فيديو ووضعها على “تيك توك”. لكن آخر منشور له تمحور حول تجربته الشخصية مع “جدري القردة”. شُوهد الفيديو الذي نشره حوالي 250 ألف مرة حتى بعد ظهر الجمعة.
أما هدف نشره فهو المساهمة بتثقيف الناس حول انتشار الفيروس، وتشجيعهم على أخذ اللقاح: “لأنك لن ترغب بأن تصاب به”.
يمكن لأي شخص أن يصاب بجدري القردة، لكن “نسبة ملحوظة” من الحالات المسجلة هي بين الرجال المثليين وثنائيي الجنس، وفق ما أفادت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
وقال فورد لـCNN من عزلته داخل منزله في لوس أنجلوس تنفيذًا لقرار المقاطعة، حيث سيبقى لبضعة أسابيع إضافية إلى أن يصبح غير معدٍ: “أوّلًا أدركت أنني مصاب ولاحظت العوارض الجمعة، 17 يونيو/ حزيران”.
كان يأمل المشاركة بمسيرة للمثليين في نيويورك الأسبوع الماضي “لكن هذا الأمر كان غير وارد”.
تحدث فورد في الفيديو عن كيفية انتشار الفيروس، وصوّر بعض التقرّحات التي أصيب بها.
ووفق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، ينتشر جدري القرود عند الاحتكاك المباشر بشخص لديه طفح جلدي، أو قشور، أو بسوائل الجسم الخاصة به. إضافة إلى إفرازات الجهاز التنفسي نتيجة اللمس المطوّل وجهًا لوجه، أو عن طريق لمس الأشياء التي سبق ولامست سوائل جسم شخص مصاب. وأوضح فورد أن معلوماته التي استقاها من تويتر حول انتشار فيروس جدري القردة كانت مبهمة، لكنه لم يعرف مدى قربه من الإصابة إلى أن اتصل به صديق وقال له إنه ربما يكون تعرض للفيروس.
وروى فورد، 30 عامًا، إنه سارع بإجراء فحص كامل لجسمه، و”لاحظت بعض البقع التي لم أرها من قبل”. ووصفها بأنها تشبه البثور أو الشعر تحت الجلد، فتوجه إلى عيادة في ويست هوليوود لإجراء اختبار، فأتت نتيجته إيجابية بعد بضعة أيام.
وشرح أن “البثور كبرت بسرعة وامتلأت بسائل”، واصفًا أنها كانت مؤلمة، لا سيّما تلك الموجودة في المناطق الحساسة. كما شعر بأنه مصاب بالأنفلونزا.
يمكن أن يشعر الأشخاص المصابون بجدري القردة بعوارض الحرارة والصداع وآلام العضلات والقشعريرة وتضخم الغدد الليمفاوية والشعور بالتعب. وأضاف أنه عانى أيضًا من التعرق الليلي والتهاب الحلق والسعال.
كانت التقرحات مؤلمة لدرجة أنه عاد إلى الطبيب الذي وصف له مسكنات.
وعلّق أنّها كانت “مفيدة حقًا لأنني تمكنت أخيرًا من النوم طوال الليل”، مشيرًا إلى أنّه “حتى المسكنات لم تخدّر الألم تمامًا. لكنه بات محتملاً بحيث تمكنت من النوم”.
في الفيديو، نرى فورد يحدّق بالكاميرا، ويتحدث بوضوح محذرًا الآخرين: “مرحبًا، اسمي مات. أنا مصاب بجدري القردة، إنه مؤلم للغاية وأنت لن ترغب في أن تصاب به”.
وقام بجولة على بعض التقرّحات الـ25 التي أصيب بها، الموزعة على وجهه وذراعيه وعضلات بطنه.
في حين أنّ هذا المرض أكثر شيوعًا في وسط وغرب إفريقيا، فقد انتشر حاليًا في دول شهدت حالات قليلة في الماضي، إن وجدت.
ووفق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، بلغ عدد الإصابات المحتملة والمثبتة 460 حالة في الولايات المتحدة حتى يوم الجمعة. وتشير لوحة عدّاد جدري القردة التابعة لوزارة الصحة في لوس أنجلوس إن هناك 35 حالة مثبتة.
وأكدت المقاطعة لـCNN الخميس، أنها ترسل أوامر عزل للأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بجدري القردة. وهذا ما حصل مع فورد الذي أُخطر عبر البريد الإلكتروني من المقاطعة، في 24 يونيو/ حزيران.
أثار قلق فورد عدم إلمام ما يكفي من الناس بهذا المرض، فأتته فكرة تسجيل فيديو ونشره على تطبيق تيك توك.
وأوضح أنه “أصبح واضحًا بالنسبة لي منذ أن أصبت به أنه ينتشر بسرعة”، لافتًا أنّ “هذا سبب مهم جدًا دفعني للتحدث عن هذا المرض وزيادة الوعي حول هذا الموضوع”.
وتابع أنّ رد الفعل على الفيديو كان “رائعًا”. لقد تم تشجيعه لأنّ العديد من الأشخاص أخبروه أنهم لم يعرفوا بذلك من قبل، وشكروه على تعميم الفائدة.
وأمل فورد أن يساعد الفيديو بوضع حد لوصمة العار المرتبطة بالمرض.
وقال: “لا ينبغي أن يكون هناك وصمة عار.. إنها مجرد ظروف غير متوقعة”.
وأضاف أنه لطالما “اعتقد أن الصمت هو العدو الأول”، مشيرًا إلى “أنني سأكون سعيدًا بتزويد الناس بالمعرفة حول هذا المرض وأن يكون مزيد منهم بأمان”.
التعليقات