(CNN)– قضت محكمة فرنسية، يوم الأربعاء، بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط بحق صلاح عبد السلام العضو في المجموعة التي نفذت سلسلة من الهجمات بالأسلحة والقنابل في باريس خلال نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.
ويُعتقد أن عبد السلام أنه العضو الوحيد الباقي على قيد الحياة من تلك المجموعة المسلحة، التي نفذت الهجمات التي خلفت 130 قتيلاً و494 جريحًا بعد استهداف حانات ومطاعم وقاعة للحفلات الموسيقية، و تبنى تنظيم “داعش” تلك الهجمات.
وقضت المحكمة بإدانة عبد السلام (32 عاما) بجميع التهم الخمس التي وجهت إليه، وحكمت عليه بأقسى عقوبة في فرنسا وهي السجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، ليكون خامس شخص يُحكم عليه بتلك العقوبة منذ أن تم تقنين العقوبة في عام 1994.
وعلى الرغم من أن عبد السلام كان واحدا من بين 20 شخصا يخضعون للمحاكمة، إلا أنه كان المتهم الوحيد بتنفيذ أكثر الهجمات دموية التي شهدتها فرنسا في وقت السلم.
وكان عبد السلام، الذي اعتقل في عام 2016، تحدث علنا لأول مرة في وقت مبكر من المحاكمة، معلنا نفسه بتحد”جندي الدولة الإسلامية (داعش)”، ما أزعج بعض الناجين الذين اعتبروا كلماته بمثابة تهديد، ولكنه اعتذر لاحقا للضحايا، وزعم أنه لم يقتل أحدا، وقال إنه اختار عدم تفجير سترته الناسفة، وفي اليوم الأخير من جلسات الاستماع في القضية، وحث المحكمة على عدم إصدار حكم قاسي عليه: “لقد ارتكبت أخطاء، هذا صحيح، لكنني لست قاتلا”.
واتهم المشتبه بهم الآخرون بجرائم أقل، مثل المساعدة في تزويد المهاجمين بالأسلحة أو السيارات، وحوكم 6 منهم غيابيا، وأدين المتهم فريد خرخاش بتهمة أقل مما واجهه في البداية، فيما حُكم على المتهمين الـ13 الآخرين بالسجن لمدد تتراوح بين عامين و 30 عاما.
وقد بكى خرخاش بعد سماع الحكم الصادر ضده، فيما لم يرد عبد السلام.
وتتوج تلك الأحكام المحاكمة المطولة التي بدأت في 8 سبتمبر/ أيلول 2021 وشارك فيها أكثر من 330 محاميا وحوالي 1800 جهة مدنية، وفقًا لوزارة العدل الفرنسية.
وتم إعلان الاحكام في قاعة محكمة شيدت لهذا الغرض داخل قصر العدل في وسط باريس.
واستمعت المحاكمة إلى شهادة من أوائل الناجين الذين وصفوا الفظائع التي شهدوها في قاعة حفلات باتاكلان وفي الحانات والمطاعم التي تم استهدافها.
وتحدث الناجون عن يأسهم وهم يحاولون الاختباء من الإرهابيين، وتذكر أفراد عائلات القتلى كيف تحول قلقهم إلى حزن عندما علموا بوفاة أحبائهم، ويأمل العديد من الناجين وأسر الذين لقوا حتفهم في المضي قدما في حياتهم بعد صدور الأحكام.
وأعلنت منظمة “الحياة لباريس”، المنظمة الرئيسية للناجين وعائلات الضحايا، في بيان، يوم الثلاثاء، أنها ستحل نفسها في 13 نوفمبر 2025، بمناسبة الذكرى العاشرة للهجمات.
التعليقات