ما هو المراد بالاستئناس – موقع محتويات – صحيفة الصوت

ما هو المراد بالاستئناس؟ هذا المصطلح الذي ورد في القرآن الكريم في عدة مواضع والذي اختلف العلماء في تفسيره مستشهدين بذلك بآيات وأحاديث نبوية شريفة، ويتطرق موقع محتويات من خلال المقال التالي إلى موضوع ما هو المراد بالاستئناس حيث سيتم استعراض الآراء المختلفة للعلماء حول معنى الاستئناس مع الإضاءة على العلاقة القائمة بين الاستئناس والاستئذان في الإسلام.

ما هو المراد بالاستئناس

اختلف العلماء في المراد بالاستئناس، حيث رأى البعض منهم أن الاستئناس هو ذاته الاستئذان مستشهدون على ذلك بقوله تبارك وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٢٧﴾ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٢٨﴾}[1]، في حين رأى آخرون أن المراد بالاستئناس هو إصدار صوت قبل الاستئذان كان يقوم الشخص بـ “التنحنح”، أو رفع صوت السيارة، أو إغلاق الباب بشدة لتنبيه أهل الدار أن هناك من هو قادم.

شاهد أيضًا: المراد بالخمار هو غطاء

رأي آخر حول المراد بالاستئناس

يختلف بعض العلماء مع الرأيين السابقين في المراد بالاستئناس، وبحسب هؤلاء فإن الاستئناس هو عكس الاستيحاش (من الوحشة)، فالقادم إلى الدار يجد نفسه في وحشة وغربة حتى إذا قبله أهلها ذهبت عنه تلك الوحشة، لذا حري بمن يستقبل الضيف أن يقولًا أهلًا وسهلًا فالوحشة تزول بكلمة أهلًا والتي تعني أن الضيف دخل على أهله، وعليه فإن المراد بالاستئناس هو إبعاد الوحشة، والشاهد من ذلك قوله تعالى في صورة القصص { فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ﴿٢٩﴾}[2] أي أن موسى عليه السلام كان في وحشة فلما رأى تلك النار زالت عنه تلك الوحشة.

شاهد أيضًا: ما هو معنى دميم

المعنى الاصطلاحي للاستئناس

يمكن تعريف الاستئناس اصطلاحًا على أنه التلطف عند الدخول بصفة ترافقها الطمأنينة والأمن والسرور، وهو أدب رفيع من آداب الشريعة الإسلامية التي أدب الله عباده المؤمنين بها، وصفة حميدة حض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا المسلمين لانتهاجها في معاشرتهم لبعضهم البعض، فالاستئناس لا يتحقق بمجرد الحصول على الأذن بالدخول، إنما يجب أن يترافق بالتلطف والاستعلام والذي يتحقق باختيار الوقت اللائق الذي يناسب أصحاب البيت وبإصدار صوت لئلا يخيف أهل البيت، والعلماء يقولون إن الاستئذان ثلاث مرات، المرة الأولى ينصت فيها أهل الدار، والثانية يستصلحوا ويرتبوا البيت، والثالثة ليأذنوا أو ليقولوا ارجع.

الاستئناس في اللغة العربية

إن جذر كلمة الاستئناس هو “أنس”، وبحسب معجم لسان العرب الإنس هو جماعة الناس، والجمع أُناسٌ، والأَنَسُ: خلاف الوَحْشَةِ، وهو مصدر قولك أَنِسْتُ به، بالكسر، أَنَساً وأَنَسَةً؛ قال: وفيه لغة أُخرى: أَنَسْتُ به أُنْساً مثل كفرت به كُفْراً.، قال: والأُنْسُ والاستئناس هو التَّأَنُّسُ، وقد أَنِسْتُ بفلان.

شاهد أيضًا: اليمين الغموس هو

آداب الاستئذان في الإسلام

الاستئذان في الإسلام هو ثلاث مرات، يقول الضيف في كل واحدةٍ منها “السلام عليكم، أأدخل؟”، فإن لم يؤذن له عند الثالثة وجب عليه العودة ولا يزيد على ثلاث وهذا مثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثبوتًا لا مجال للطعن فيه، وعن أبي سعدي الخدري رضي الله عنه يقول:

“كنت جالسًا بالمدينة في مجلس الأنصار، فأتانا أبو موسى فزعًا أو مذعورًا قلنا: ما شأنك؟ قال: إن عمر أرسل إلي أن آتيه فأتيت بابه، فسلمت ثلاثًا فلم يرد علي فرجعت فقال: ما منعك أن تأتينا؟ فقلت: إنني أتيتك، فسلمت على بابك ثلاثًا، فلم يردوا علي فرجعت، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع” فقال عمر: أقم عليها البينة، وإلا أوجعتك، فقال أبي بن كعب: لا يقوم معه إلا أصغر القوم: قال أبو سعيد: قلت: أنا أصغر القوم، قال: فاذهب به.”[3]

وإلى هنا نصل إلى ختام مقالنا الذي تطرقنا فيه إلى موضوع ما هو المراد بالاستئناس مرورًا باستعراض الآراء المختلفة لعلماء الشرع الإسلامي واللغة العربية حول المقصود بالاستئناس مع الإضاءة على أهم آداب الاستئذان في الإسلام.

المراجع

  1. ^
    سورة النور , الآية 27، 28
  2. ^
    القصص , الآية 29
  3. ^
    islamweb.net , أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المسألة الثانية الاستئذان ثلاث مرات , 02/08/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *