عقدت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ووزارة الداخلية، والمركز الوطني للأرصاد، إحاطة إعلامية استثنائية حول الأحوال الجوية السائدة في الدولة، أكدت الهيئة خلالها عدم تسجيل أي خسائر بالأرواح أو إصابات بليغة، على الرغم من شدة الأمطار وتقلبات الحالة الجوية التي أسفرت عن جريان السيول والأودية في عدد من مناطق الدولة، ومداهمة الأمطار عدداً من المساكن.
وأضافت أن الأضرار اقتصرت على خسائر مادية فقط، حيث تعمل الجهات المختصة وفق خطة وطنية خاصة بالكوارث الطبيعية، وتم الإعداد والتجهيز لمثل هذا الموقف الأمني الطارئ، مشددة على أن سلامة الأشخاص والممتلكات «على رأس الأولويات».
وأكدت عمل الفرق المختصة ليلاً ونهاراً، وفق خطط علمية وعملية، في الاستعداد والجاهزية للتعامل مع كل الحالات الطارئة، وفق منظومة عمل تكاملية لتعزيز حماية المجتمع والممتلكات.
وتفصيلاً، شددت الهيئة على أن وزارة الداخلية والقيادات الشرطية وجهت بشكل استباقي تحذيرات وإرشادات توعوية للجمهور بالتنسيق مع الجهات المعنية لتجنب الأضرار المحتملة، التي قد تنشأ عن تقلبات الحالة الجوية، خصوصاً مع توقع اشتداد الأمطار والرياح، مشيرة إلى استمرار الجهود الوطنية والمحلية بقراءة المستجدات والاستجابة لها، بهدف ضمان سلامة الجميع، مشيرة إلى أن فرق العمل بذلت جهوداً جبارة للحفاظ على الأرواح والممتلكات بمشاركة أكثر من 4000 شخص من الدفاع المدني لإمارات الدولة في عمليات التأمين والإخلاء والإنقاذ، حيث تعمل هذه الفرق المؤهلة بوجود نحو 150 آلية متنوعة في إمارات الشارقة والفجيرة ورأس الخيمة.
وقال المتحدث الرسمي عن الهيئة، الدكتور طاهر بريك العامري، إن «دولة الإمارات تعرضت إلى حالة جوية أثرت في مختلف مناطقها، وصاحبتها أمطار مختلفة الشدة، ما أثر في العديد من المنازل والخدمات والطرق. وخلال الحالة الجوية اتخذت الجهات والفرق المعنية في منظومة الطوارئ والأزمات والكوارث، الإجراءات اللازمة كافة لضمان سلامة وصحة كل من يعيش على أرض الدولة».
وأضاف العامري: «شكلت الجهات المعنية فرق عمل ميدانية للتعامل الفوري مع أي آثار قد تنجم عن الحالة الجوية، ودعم منظومة البنية التحتية في المناطق التي تأثرت بها، حيث تتسم منظومة الطوارئ والأزمات في دولة الإمارات بجاهزيتها ومرونتها العالية، وتعمل دائماً وفق استراتيجية استباقية مبنية على التنبؤ بكل السيناريوهات المتوقعة وغير المتوقعة بهدف ضمان جهوزية الجميع وتسخير كل القدرات الوطنية».
وتابع: «نود طمأنة الجميع إلى أن الفرق الوطنية تعمل على قدم وساق لتوفير أقصى سبل الحماية للقاطنين في المناطق التي تأثرت بالحالة الجوية. كما نؤكد أن سلامة الأرواح هي أولوية قصوى لجميع الجهات المستجيبة في المنظومة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث»، مؤكداً اتخاذ جميع الجهات المعنية في منظومة الطوارئ والأزمات والكوارث العديد من الإجراءات الاستباقية تأهباً للحالة الجوية، بما فيها إنذار الجهات المعنية ورفع التوصيات والبدء بتوعية وتحذير الجمهور وبإشراف من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
وأشار العامري إلى التنسيق لتوفير معدات وصهاريج سحب المياه للمناطق المتضررة، حيث تتابع الهيئة تطورات الحالة الجوية والتأكد من جاهزية الخطط والاستراتيجيات من خلال مراكزها في مختلف إمارات الدولة، مؤكداً أن عمليات الرصد والمتابعة مستمرة على مدار الساعة لمتابعة الأحداث والتحذير من أي مخاطر متوقع حدوثها، ووضع جميع الحلول الممكنة والآمنة، حرصاً على سلامة المجتمع بكل فئاته.
ونوه بدور الجهات الوطنية والمحلية التي تعمل لاحتواء تداعيات الحالة الجوية، من خلال استمرار عمليات الرصد والتتبع.
كما أشاد العامري بجهود وزارة تنمية المجتمع، التي بادرت بإيواء الأسر المتضررة من الأمطار والسيول في المناطق الشرقية، حيث نقلت الفرق وأمنت نقل 150 شخصاً من المناطق المتضررة للوحدات السكنية الفندقية، مع العمل المستمر لتوفير احتياجاتهم بعد النقل، إضافة إلى التنسيق مع أكثر من 20 منشأة فندقية، لتوفير 827 وحدة سكنية بطاقة استيعابية تفوق 1885 شخصاً في إمارات ومناطق الدولة، لافتاً إلى توفير حافلات تابعة لوزارة تنمية المجتمع تسهم إلى جانب وسائل النقل الكثيرة المتوفرة في المناطق المتضررة، لتسريع نقل الأسر وتأمين سلامة جميع أفرادها. وتوفير 56 حافلة متأهبة في حال طرأت أي تطورات تستدعي زيادة العدد.
وقال إن الجهات المعنية على المستوى الوطني والمحلي تواصل متابعة ورصد الحالة الجوية ومتغيراتها لضمان اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
كما تدير وزارة تنمية المجتمع عدداً من المتطوعين المسجلين المدربين والمؤهلين في «المنصة الوطنية للتطوع» لتنظيم عملية نقل وخدمة الأسر المتضررة.
وأضاف العامري أن «المتطوعين يعملون في ثلاثة مجالات حيوية ومهمة، منهم 40 متطوعاً للمساعدة في نقل المتضررين بسيارات الدفع الرباعي، جنباً إلى جنب مع الحافلات والمركبات التي توفرها الجهات المعنية لنقل الأسر وتأمينها، و60 متطوعاً لرعاية ومتابعة الأسر بعد نقلها إلى الوحدات السكنية الفندقية، لاسيما الأسر من فئات كبار المواطنين والأطفال والأسر الذين لا عائل لديهم أو في حاجة للمساعدة أثناء فترة الإيواء الطارئ.
وأهاب بالجمهور أن تكون الجهات الرسمية هي مصدرهم الأول لأي معلومات خاصة بأحداث قد تقع مستقبلاً، وذلك لتفادي أي شائعات أو معلومات مغلوطة، بالإضافة إلى التزام الجميع بالتقيد بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة والتي تهدف إلى حمايتهم وضمان سلامتهم.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي عن المركز الوطني للأرصاد، الدكتور محمد العبري، أن المركز يطلع بشكل فوري على تطورات الحالة الجوية من خلال تحليل خرائط الطقس والبيانات ومتابعة الأقمار الاصطناعية وشبكة الرادارات المنتشرة في مختلف إمارات الدولة، مشيراً إلى أن الفريق الفني للمركز يعمل على مدار الساعة لمراقبة الطقس واستمرار إصدار التقارير والتحذيرات اللازمة، وإرسال المعلومات ومشاركتها مع الجهات المعنية لأخذ الإجراءات والاحتياطات والتنسيق فيما بينها، للتعامل مع أي آثار محتملة على مناطق الدولة لهذه الحالة الجوية.
وقال العبري إنه كان هناك امتداد لمنخفض جوي علوي وسطحي من شمال الهند مروراً بجنوب باكستان باتجاه الدولة، تزامن معه حركة خط الالتقاء المداري تجاه شمال الخليج العربي، عمل على تدفق السحب من بحر عمان باتجاه الدولة تخللها سحب ركامية ممطرة مصحوبة بالبرق والرعد أحياناً، مشيراً إلى أن وجود الجبال الشرقية أدى إلى زيادة تطور السحب الركامية التي صاحبها سقوط أمطار غزيرة شرقي الدولة، حيث تم تسجيل أعلى كمية أمطار في شهر يوليو على مدار الـ30 عاماً الماضية.
وأضاف العبري: «من المتوقع استمرار وجود المنخفض الجوي على غرب الدولة ويضعف بشكل تدريجي خلال المساء والليل مع استمرار فرص تكون بعض السحب الركامية الممطرة على بعض المناطق الشرقية والغربية من الدولة»، مؤكداً متابعة المركز الوطني للأرصاد الحالة الجوية على مدار الساعة. ودعا المركز الجمهور إلى متابعة النشرات والتقارير الصادرة منه واتباع تعليمات وتحذيرات الجهات المختصة، مشيراً إلى إصدار أول تقرير جوي عن الحالة الجوية في 23 من الشهر الجاري، متضمناً أسبابه والآثار المحتملة في الدولة.
كما أصدر 20 تحذيراً من بداية الحالة، و70 تنبيهاً على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة. وأكد التواصل مع الجهات المعنية للتنسيق والتعامل مع الآثار بسرعة وحرفية عالية، حيث يعد الحفاظ على سلامة الأشخاص والممتلكات على رأس الأولويات.وشدد على أهمية توخي أفراد المجتمع الحذر في مثل هذه الحالات الجوية، والابتعاد عن الأودية والسدود في المناطق التي يتم تحديدها من الجهات المعنية لتجنب أي أحداث غير مرغوب فيها، إضافة إلى متابعة الأخبار والمعلومات التي يبثها على منصاته الإلكترونية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتأكد من عدم الانسياق وراء أي شائعات يتم تداولها حول الأحوال الجوية واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، العميد علي الطنيجي، أن الفرق الشرطية وفرق الإنقاذ والإسعاف تبذل جهوداً متواصلة لتأمين وحماية الأفراد والممتلكات وتأمين انسيابية حركة المرور من خلال الدوريات الميدانية، حيث تم إنقاذ 870 شخصاً في إماراتي الشارقة والفجيرة، بجانب إيواء ما يقرب من 3800 شخص في إمارة الفجيرة، مشيراً إلى عمل الفرق الشرطية المختصة بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث للاستجابة لأي طارئ نتيجة السيول والأمطار التي تشهدها مناطق من الدولة، لضمان سلامة الجميع.
وشدد الطنيجي على أن مجتمع دولة الإمارات قادر على مواجهة الأزمات والكوارث، مشيراً إلى العمل وفق خطة وطنية، خاصة بالكوارث الطبيعية، والإعداد والتجهيز لمثل هذا الموقف الأمني الطارئ الذي تعرضت له الدولة بسبب السيول وما ترتب عليه من تضرر المنازل.
الفرق الوطنية تعمل على توفير أقصى سبل الحماية للقاطنين في المناطق التي تأثرت بالحالة الجوية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
التعليقات