دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — إذا كانت فكرة خوض مغامرة روحية فريدة من نوعها تستهويك، فعليك ألا تفوت فرصة الصعود إلى قمة أشهر جبال مصر، أي جبل موسى الواقع في مدينة سانت كاترين.
وذكرت هيئة تنشيط السياحة المصرية أن “جبل موسى يُعد من أحد الأماكن المقدسة في الأديان السماوية الثلاثة؛ الإسلام، والمسيحية، واليهودية، حيث كلم الله نبيه موسى وتلقى الوصايا العشر، ما يضفي على هذا المكان رهبة كبيرة”.
وعلى قمة هذا الجبل العملاق الذي يرتفع 2285 مترًا، تنتظر المغامرين مشاهد رائعة.
ويتواجد مساران يؤديان إلى قمة الجبل، أحدهما طويل لكنه أسهل ويطلق عليه تسمية “سكة الباشا”، أما الثاني فأقصر لكنه أكثر انحدارًا، ويُعرف بـ”سكة سيّدنا موسى”، ويلائم الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية، وتبلغ عدد درجاته 3750 درجة، وتُعرف بـ”درجات التوبة”.
وقرّر مدون الرحلات المصري محمد حازم خوض مغامرة الصعود إلى قمة جبل موسى لمشاهدة شروق الشمس.
وأوضح حازم في مقابلة مع موقع CNN بالعربية أنّ الهدف من رحلته خوض تجربة جديدة بظروف مناخية شديدة البرودة.
وانطلقت رحلة حازم ورفاقه من مدينة دهب، التي تبعد ساعتين عن مدينة سانت كاترين حيث كان بانتظارهم الدليل البدوي أمام دير سانت كاترين عند منتصف الليل، ليرافقهم إلى قمة الجبل على أمل اللحاق بمشهد شروق الشمس.
وأشار الدليل بحسب ما ذكره حازم إلى أنّ مسار المشي يمتد لأكثر من 7 كيلومترات متواصلة، وأن من يعاني من أمراض التنفس أو القلب لا يجب أن يخوض هذه الرحلة.
وأوضح حازم أن المسار يحتم صعود نحو 750 درجة بعد الوصول إلى ارتفاع محدد، بهدف الوصول إلى القمة.
ولم يخل المسار المنحدر من التحديات بسبب البرد القارس، إلا أنّ حازم تمكّن من الوصول إلى القمة قبل شروق الشمس، عند السادسة صباحًا.
ولحسن الحظ، لم يتمكن النعاس من حازم، واستطاع البقاء متيقظًا كي لا يضيّع هذه التجربة الروحية المذهلة لدى شروق الشمس، حيث تعانق أشعتها سفوح سلسلة الجبال اللامتناهية.
ويرى حازم أن المنظر على قمة جبل موسى يستحق عناء الرحلة، واصفًا إياه بأنه أروع المشاهد التي رأها في حياته.
واعتبر مدون الرحلات المصري أن “شدّة جمال المنظر تجعلك ترغب بالإقامة على القمة، والتأمل بالمكان الذي كلًم الله فيه نبيه موسى”، موضحًا أنه يمكن إقامة مخيّم ليلي على الجبل من أجل الاستمتاع في التأمل بالكون على ضوء النجوم.
وينصح حازم بخوض تجربة صعود قمة جبل موسى خلال فصل الشتاء لتجنب حرارة الشمس صيفًا، لافتًا إلى أن هناك الكثير من المعالم التي يجب زيارتها في المنطقة.
والجدير بالذكر، أنه عند سفح هذا الجبل المقدس، يقع دير سانت كاترين في قلب مدينة سانت كاترين. ويعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 1500 عام، وأدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو، ويُعتبر أقدم دير مسيحي في العالم.
التعليقات