[ad_1]
عبر تطبيق
الاغتراب النفسي الاجتماعي هو انسحاب الشخص من البيئة ويرفض أحبائه وأصدقائه الذين يعيشون معه في مجتمعه ويظهر مشاعر ابتعاد عن الأخرين وحتى الابتعاد عن مشاعرهم الخاصة، وهذه الحالة هي حالة معقدة الرغم من أنها شائعة، وهي نتاج عوامل نفسية واجتماعية، وهذه الحالة قد تؤثر على الصحة العامة.
هو مصطلح ابتكره كارل ماركس في نظرية أسماها نظرية الاغتراب، وكانت تلك النظر ية تشكل نقد للنظام الرأسمالي وأثاره التي تخلو من الإنسانية وتجعل العمال مغتربين في النظام الرأسمالي، حيث يصبح العامل معزولًا عن منتجات عمله الخاص، وقد أصبح مفهوم الاغتراب جزء أساسي من الماركسية، فقد رأى ماركس أن العمل الإبداعي والمنتج هما جوهر النشاط البشري، أما الرأسمالية فتنطوي على بيع العامل عمله للرأسمالي مقابل أجر، يمتلك الرأسمالي ناتج عمل العامل.
في علم النفس وعلم الاجتماع تظل فكرة الاغتراب غامضة إلى حد ما ومع ذلك في عام 1959م قام عالم الاجتماع ملفين زيمان بتقديم ورقة بحثية عن تعريف الاغتراب الاجتماعي، وقد وسع فيها مفهوم ماركس عن الاغتراب في عالم العمال لتشمل المجتمع ككل.
ويتم عزل العمال في ظل الرأسمالية بأربع طرق، هي:
لا يمتلك العمال منتج عملهم ولا يتحكمون في مصيره.
يتم تنفيذ العمل الفعلي للإنتاج في أماكن غريبة وغير مرضية لهم (على سبيل المثال ، المصانع).
يبتعد العمال عن أنفسهم لأنهم محرومون من الإبداع الأساسي من خلال الاضطرار إلى إنتاج سلع للآخرين في ظروف غريبة.
يبعد العمال عن العمال الآخرين لأن العمل أصبح سلعة والناس يرتبطون ببعضهم البعض من حيث نتاج عملهم وليس كأفراد.
-سمات الاغتراب:
الضعف.
اللامعنى.
الاغتراب عن الذات
العزلة الاجتماعية
ويرى بعض علماء الاجتماع الآخرون أن الاغتراب النفسي يتكون من ثلاثة محاور، وهي: الاغتراب عن الذات والاغتراب الاجتماعي والاغتراب الثقافي، ومن أعراض الاغتراب النفسي الاجتماعي:
الشعور بالعجز
الشعور بأن العالم فارغ أو لا معنى له أو الشعور بانعدام الهدف في الحياة .
الرغبة في الانسحاب من المحادثات أو الأحداث من حولك سواء خاصة أو عامة.
الشعور بأنك مختلف أو منفصل عن كل من حولك.
أن يجد الإنسان صعوبة لاقتراب من الآخرين أو التحدث معهم وينطبق ذلك على جميع الأشخاص حتى الوالدين.
الشعور بعدم الأمان عند التعامل مع الآخرين.
رفض الالتزام أو الانصياع لأي قواعد.
والاغتراب يمكن أن يؤدي أيضًا لظهور أعراض جسدية، وهي نفس أعراض الاكتئاب، مثل:
ضعف الشهية أو الإفراط في تناول الطعام
النوم المفرط أو الأرق
التعب المستمر
الافتقار إلى تقدير الذات
الشعور باليأس
-أسباب الاغتراب النفسي الاجتماعي:
إن الاغتراب قد يحدث نتيجة الإصابة بمرض نفسي مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو الوصم أو الإصابة بأمراض الصحة العقلية مثل الوسواس القهري والفصام.
وقد يحدث نتيجة أسباب اجتماعية وهناك أسباب كثيرة يمكن أن تسبب هذا الشعور منها على سبيل المثال الانتقال من بيئة إلى بيئة أو الانتقال إلى مدرسة جديدة أو وظيفة جديدة، أو قد يحدث لدى الأبناء نتيجة انفصال الوالدين، مما يسبب نفور لدى الأطفال من الوالدين.
كما يمكن أن يكون العمل نفسه سبب للشعور بالاغتراب النفسي الاجتماعي كما ذكر كارل ماركس، حيث ينفصل العامل عن نتاج عمله ومن أمثلة على الاغتراب الاجتماعي في واقعنا الحالي
في حين أن الظروف والإنتاج في مكان العمل قد تحسنت بشكل عام على مر السنين إلا أن أساليب الحياة الحديثة تزيد بشكل كبير من الشعور بالاغتراب الاجتماعي لدى معظم فئات المجتمع.
على سبيل المثال يرى البعض أن التكنولوجيا الحديثة هي أحد أسباب تسبب الاغتراب، فنحن نرى اليوم كيف يتم عزل الأطفال في سن المدرسة كل يوم، إذا كان الطفل في المدرسة لا يستطيع شراء التكنولوجيا الجديدة الأحدث أو أنظمة الألعاب، فسيتم عزله عن بقية أقرانه لأن الطفل ليس لديه أحدث الأشياء وسيتم النظر إليه بشكل مختلف وسيشعر أنه أقل من أقرانه.
وهناك مثال آخر على الاغتراب وهو تعرض الطفل ربما للتنمر أو السخرية لأنه يرتدي ملابس أو يحمل أدوات مدرسية بدون علامة تجارية على عكس أقرانه سيتم تلقائيًا الحكم عليهم والنظر إليهم بشكل مختلف، وهذا الأمر أصبح شائع في كثير من المجتمعات وحتى بين أبناء الطبقة المتوسطة.
ويرى علماء الاجتماع وعلماء النفس أن حوادث إطلاق النار التي تحدث في المدارس في الولايات المتحدة والتي تكررت كثيرًا مؤخرًا هي نتيجة للشعور بالاغتراب النفسي والاجتماعي وبالمثل حالات الانتحار المتكررة والتي ارتفعت معدلاتها عن الماضي بدرجة كبيرة هي نتيجة شعور الفرد بالغربة في المجتمع.
ومن أمثلة الاغتراب الاجتماعي شعور الاغتراب الناتج من اختلاف الثقافات الموجود في مجتمعات اللاجئين والمهاجرين الذين فروا من بلادهم بسبب الحروب ولجأوا لدول أوروبية بعيدة كل البعد عن ثقافاتهم الأصلية، فنجد كثيرين يجدون صعوبة في الاندماج وخاصة كبار السن.
-مخاطر الاغتراب النفسي الاجتماعي:
إن الشعور بالاغتراب قد يؤدي لمضاعفات خطيرة خاصة لدى الشباب والمراهقين، فكما ذكرنا يرى البعض أن ازدياد حالات الانتحار وإطلاق النار في المدارس هي نتيجة الشعور بالانعزال عن المجتمع.
وقد تؤدي لانقطاع الطالب عن الدراسة إذا كان يشعر بأنه شخص منعزل في مدرسته، وقد يؤدي لتعاطي المخدرات أو الكحول أو اللجوء للأنشطة الإجرامية الأخرى.
كما أنه يسبب ضعف الأداء سواء في المدرسة أو العمل، وقد يسبب شعور بالغضب أو الاكتئاب.
– علاج شعور الاغتراب:
يكمن علاج هذا الشعور بعلاج أسبابه، وقد يحتاج الإنسان لشخص داعم له للتخلص من هذا الشعور، وقد يكون اللجوء لمختص في الرعاية النفسية والعقلية أمر جيد للمساعدة في اكتشاف أسباب هذا الشعور ومحاولة التخلص منه.
[ad_2]
Source link
التعليقات