لكن في آسيا، حيث تُعيد الدول فتح أبوابها تدريجيًا، مع تسجيل عدد أقل من حالات إلغاء الرحلات الجويّة، أو الأمتعة المفقودة، شهدت عودة السيّاح تباطؤًا بالوتيرة.
وكان هذا لافتًا للنظر في اليابان على نحو خاص، التي أُعيد فتحها وسط ضجة كبيرة في يونيو/حزيران 2022، بالتزامن مع ذروة موسم السفر.
فبين 10 يونيو/حزيران، و10 يوليو/تموز، استقبلت البلاد حوالي 1،500 سائح بغرض الترفيه، وفقًا لبيانات وكالة خدمات الهجرة اليابانية.
ويمثّل ذلك تراجعًا بنسبة 95% مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2019، أي قبل انتشار الجائحة.
ما سبب هذا التفاوت؟ ولماذا أصبحت عودة السيّاح إلى وجهة شهيرة تاريخيًا بطيئة؟
انعدام السلامة مع ارتفاع الأعداد
ورُغم إمكانية الدخول إلى اليابان مرّة أخرى، إلا أن البلاد تسمح حاليًا للسياح بهدف الترفيه، القدوم ضمن مجموعات منظّمة فقط، وليس كأفراد.
وبالنسبة للكثيرين في الغرب، الذين يفضلون العفوية، ولا يرغبون باتباع خطّة صارمة، شكّل ذلك مبررًا لعدم الزيارة.
وقالت ميليسا موسيكر، خبيرة العلاقات العامة في نيويورك، التي تواظب على السفر إلى اليابان: “لا نحتاج إلى أن يُجالسنا أحد”.
وسافرت موسيكر وزوجها إلى طوكيو نحو 6 مرّات، وخطط الثنائي للعودة مرّة أخرى عام 2022، عندما سمعا بإعادة فتح حدود البلاد، لكنهما شعرا بالإحباط بسبب القيود، وعدلا عن الأمر.
كونها شبه مفتوحة لا تعني أنها مفتوحة
ولا تنطبق سياسة اليابان غير المفتوحة بالكامل على التأشيرات فقط، فلا يزال ارتداء الكمامات ساريًا في العديد من المناطق، وقد تكون كلفة الجولات الجماعية باهظة الثمن. وما زالت اليابان تفرض الخضوع للحجر الصحي عند الوصول، ما يخفف من جاذبيتها كوجهة سفر.
ورأت كيتي تام المؤسسة المشاركة لـ Arry، منصة اشتراك للأعضاء فقط، التي تساعد زوّار اليابان على تسجيل الحجوزات في بعض المطاعم الرائجة بطوكيو، بأنّ العدد من مستخدمي Arry قبل الجائحة، كانوا آسيويين يعيشون في هونغ كونغ، أو تايوان، أو كوريا الجنوبية، أو سنغافورة، وزاروا اليابان مرّات عدّة في العام، أو يستطيعون الزيارة لقضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة وعفويّة.
لكن الشركة اضطرّت للتوقف وأخذ استراحة منذ عام 2020.
وقالت تام أن ما يفترض أن يكون استراحة قصيرة، “استغرق وقتًا طويلاً”، مضيفةً: “لقد كانت مرحلة صعبة بالتأكيد”.
وأشارت تام إلى أن الأعضاء القلائل الذين بدأوا بالتواصل مع منصة Arry بشأن إجراء الحجوزات هم الذين تمكّنوا من الحصول على تأشيرات السفر إلى اليابان بغرض العمل.
وحاليًا، هذه هي الطريقة الوحيدة لدخول غير المواطنين إلى البلاد كزوّار منفردين، ويستفيد البعض من قلّة الحشود لزيارة مطاعم لم يتمكّنوا من الحجز فيها من قبل.
ولكن هناك بعض الأخبار الجيّدة.
فرُغم التحديات، إلا أن العديد من أفضل المطاعم في اليابان عملت على نحو جيّد أثناء الجائحة، إذ “تتمتع الكثير من المطاعم التي نعمل معها بقاعدة زبائن محليّة قويّة”، بحسب تام.
تأثير الصين
وفي عام 2019، كانت الصين المجاورة تشكل أكبر سوق سياحي لليابان، التي زارها 9.25 مليون صيني.
ورغم ذلك، لا تزال الصين معزولة بصورة أساسية عن بقيّة العالم.
وهي لا تزال تطبّق بروتوكولات الحجر الصحي الصارمة على المواطنين والأجانب على حدٍ سواء، ما أدّى لتوقّف السياحة فيها.
وليست اليابان الدولة الوحيدة التي تلقّت ضربة كبيرة جراء تدني عدد المسافرين الصينيين.
إذ تفتقد جميع الوجهات الشهيرة السياح الصينيين، مثل أستراليا، وتايلاند، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية وعائداتهم، مع بقاء أكثر من مليار مسافر في منازلهم.
الانتظار
وهناك احتمالات جيّدة بأنّ السيّاح المنفردين سيرغبون بزيارة اليابان عندما تقرر البلاد إعادة فتح أبوابها لهم بالكامل.
وتم إنشاء عبارة “السفر الانتقامي” الشهيرة لوصف الأشخاص الذين ادّخروا أموالهم خلال جائحة “كوفيد-19” رغبةً منهم بصرفها خلال رحلة كبيرة يقومون بها ولا تزال اليابان وجهة شهيرة على قائمة الوجهات التي يرغب الأشخاص بالسفر إليها.
وأكّدت تام: “هناك اهتمام كبير بالعودة إلى اليابان”، ثم أضافت: “أعتقد أن الوتيرة ستتسارع”.
التعليقات