قال مسؤولو خفر السواحل اليونانيون إن الناقلة التي ترفع العلم الإيراني التي احتجزتها اليونان في أبريل الماضي وصادرت الولايات المتحدة جزءاً من شحنتها تم سحبها إلى ميناء بيريوس في العاصمة أثينا، اليوم السبت، بعد أن وافقت السلطات اليونانية على الإفراج عنها.
والسفينة “لانا”، التي كانت تعرف من قبل باسم “بيغاس”، متوقفة منذ أكثر من شهرين قبالة جزيرة إيفيا اليونانية في أزمة دبلوماسية أدت لتدهور العلاقات بين أثينا وطهران، وسط تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
وقال أحد المسؤولين لوكالة “رويترز”، اليوم السبت: “غادرت (الناقلة) ميناء كاريستوس الساعة 06:30 صباحاً (03:30 بتوقيت غرينتش) ومن المتوقع أن تصل بيريوس حوالي الساعة 10:00 مساءً”.
ميناء بيريوس في العاصمة أثينا (أرشيفية)
واحتجزت السلطات اليونانية في أبريل “لانا” وحمولتها النفطية وعلى متنها طاقم من 19 روسياً بالقرب من ساحل إيفيا بسبب العقوبات في أعقاب إجراء قانوني اتخذته الولايات المتحدة.
وتم الإفراج عن السفينة في وقت لاحق بسبب تعقيدات تتعلق بملكيتها، ولكن نُقل بالفعل جزء من شحنة النفط الإيراني التي كانت على متنها إلى سفينة أخرى تحمل اسم “أيس إنرجي” استأجرتها الولايات المتحدة وهي راسية قبالة ميناء بيريوس.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت السفينة ستتمكن فعليا من استعادة الشحنة أم ستطعن الحكومتان الأميركية أو اليونانية في الحكم الأخير.
نقل كمية من النفط من “لانا” إلى “أيس إنرجي”
ودفع سحب النفط من الناقلة القوات الإيرانية الشهر الماضي لاحتجاز ناقلتين يونانيتين في الخليج ونلقهما إلى إيران بعد أن حذرت طهران من أنها ستتخذ “إجراءات عقابية” ضد أثينا. ولم يتم الإفراج عنهما بعد.
وحتى الأسبوع الماضي، كانت “لانا”، التي تعاني من مشاكل في المحرك، محتجزة من قبل شركة بسبب ديون مستحقة على خدمات القطر. وقالت مصادر قانونية لوكالة “رويترز” إنه تم الإفراج عنها رسمياً بعد سداد المبلغ المستحق.
وبعد استئناف قدمته شركة إيرانية في السابع من يونيو ألغت هيئة قضائية يونانية أمر المحكمة، الذي سمح بمصادرة الشحنة لصالح الولايات المتحدة، مما يمهد الطريق أمام لانا لاستعادتها.
وقعت لانا، التي كانت تسمى سابقا بيغاس وكانت ترفع العلم الروسي حينها، تحت طائلة عقوبات أميركية في فبراير، لكونها مملوكة لشركة تابعة لمؤسسة “بي. إس. بي” المالية الروسية والمدرجة في القائمة السوداء للولايات المتحدة في إطار عقوبات صارمة على موسكو.
ووفقاً لوثائق قدمتها الولايات المتحدة للمحكمة في مايو، تقول الحكومة الأميركية إن بيغاس تسلمت شحنة من النفط الإيراني من ناقلة لطهران في المياه الإيرانية. وذكرت أن بيع الشحنة كان “لصالح” الحرس الثوري الإيراني وذراعه الخارجية فيلق القدس، وكلاهما تصنفه واشنطن منظمة إرهابية أجنبية.
ووفقاً لوثيقة لمحكمة يونانية اطلعت عليها “رويترز”، طلبت واشنطن في البداية تدخل أثينا ضد بيغاس في 20 أبريل/نيسان، لأن عائدات شحنتها “ستساعد في دعم جماعة إرهابية”.
وذكرت الوثيقة أن محكمة أميركية أصدرت أمر توقيف ضد بيغاس في 15 أبريل، مما سمح بمصادرة شحنتها لأن المالك السابق للسفينة يخضع لعقوبات أميركية.
وأمر القضاء اليوناني بالإفراج عن الشحنة على أساس أن مالكيها قد تغيروا بالفعل في أول أبريل، قبل إرسال الولايات المتحدة طلبها. وأفادت الوثيقة أن مالكي الشحنة الحاليين أو السابقين لا يخضعون لعقوبات، ولم يتم تقديم أي دليل على ارتباط أي منهم بالأفعال غير المشروعة التي ذكرتها الولايات المتحدة.
التعليقات