النجم البرتغالي الراغب في الرحيل فشل في إيجاد ناد من فرق أوروبا الكبرى يلبي طلباته
عاد النجم البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو إلى مقرّ تمارين ناديه مانشستر يونايتد الإنجليزي، أمس بصحبة وكيل أعماله جورج منديز قبل محادثات مع مدرب الفريق الجديد الهولندي إريك تن هاغ حيال مستقبله مع «الشياطين الحمر».
ويريد أفضل لاعب في العالم خمس مرات البالغ 37 عاماً أن يترك النادي الذي عاد إليه العام الماضي وغاب عن معسكره التدريبي في تايلاند واستراليا لأسباب عائلية، وأيضا لأجل اللعب في دوري أبطال أوروبا حيث يحمل الرقم القياسي لأفضل هدافي البطولة.
وبحسب صور نشرتها وسائل الإعلام البريطانية، وصل رونالدو إلى مقرّ كارينغتون التدريبي مع منديز، وشوهد أيضا أسطورة تدريب الفريق السابق السير أليكس فيرغسون يصل أيضاً إلى المقرّ، ربما لإقناع المهاجم الذي تربى على يديه بالبقاء في أولد ترافورد.
وقال تن هاغ مطلع الشهر الحالي إن رونالدو «ليس للبيع»، وأوضح: «نخطط لرونالدو معنا هذا الموسم، وأتطلع للعب معه».
وأنهى نجم ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي السابق الموسم الماضي كأفضل هداف للفريق برصيد 24 هدفاً. لكن فريقه حلّ في مركز سادس مخيب في الدوري، ما حرمه فرصة المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
وصنع رونالدو اسمه في يونايتد بعدما انتقل إليه قادما من سبورتنغ لشبونة في 2003، وقضى ستة أعوام في أولد ترافورد قبل أن ينضم إلى ريال مدريد في صفقة قياسية في ذلك الحين وصلت إلى 80 مليون جنيه إسترليني (96 مليون دولار).
ولا يعلم إذا كان ظهور رونالدو مع وكيل أعماله هو لنقاش خروج ودي من النادي الذي صنع نجوميته، أم لحفظ ماء وجهه بعد أن باءت محاولات البحث عن ناد يتعاقد معه من فرق أوروبا الكبرى بالفشل!… إذا أراد النجم البرتغالي الرحيل، فالسؤال أين ستكون الوجهة المقبلة وما هو النادي الذي يستعد للوفاء براتبه الكبير(580 ألف يورو أسبوعياً) في عمر الـ37، حيث سبق وأشارت صحيفة دياريو دي نوتيسياس البرتغالية اليومية قبل أيام مازحة: «أغلى لاعب في الثلاثينيات من عمره في تاريخ كرة القدم».
وقال مواطنه وزميله في يونايتد برونو فرنانديز مدافعا عن غياب رونالدو عن معسكر الإعداد في تايلاند وأستراليا: «كان يعاني من مشاكل عائلية، لذلك علينا أن نوفر له مساحة وهذا كل شيء… لا أعرف ما يدور في رأسه، ولم أطرح عليه سؤالا عما إذا كان يريد الرحيل. الشيء الوحيد الذي سألت عنه كريستيانو، عندما لم يأتِ (عند استئناف التمارين)، إذا كان كل شيء على ما يرام مع عائلته، أخبرني بما يجري، وهذا كل شيء، لا يوجد شيء آخر، علينا احترام قراره».
وضمن السياق ذاته، أكد مدرب يونايتد الجديد الهولندي إريك تن هاغ أن الوضع «هو نفسه الأسبوع الماضي ورونالدو ما زال في خطط الفريق».
ويرى الصحافي في مجلة «فانزين» الخاصة بجماهير يونايتد أندي ميتن: «سيشعر الناس في كارينغتون بالارتياح لرحيله، ولا يرون أن رونالدو هو مستقبل يونايتد، تشعر الكثير من الجماهير بهذا الإحساس».
النجم البرتغالي أثار انزعاج جماهير يونايتد بإعلان رغبته في الرحيل في توقيت صعب (أ.ب)
كان توقيت إعلان رونالدو عن رغبته في الرحيل، والذي تم تنسيقه مع أحد الصحافيين المقربين من وكيل اللاعب جورج منديز، مثيرا لاستياء الكثيرين في يونايتد، حيث كان الفريق يستعد لبدء معسكره التدريبي، وتساءل المراقبون لماذا لم يعلن ذلك بعد انتهاء الموسم الماضي مباشرة.
وبعدما قامت معظم الأندية المنافسة ليونايتد بتعاقدات ضخمة في سوق الانتقالات الصيفية، إذ استقطب بطل الدوري مانشستر سيتي المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند وتعاقد ليفربول مع الأوروغواياني الدولي داروين نونيز ، جاء إعلان رونالدو ليضع يونايتد في مأزق دخول سباق مع الوقت لتعويضه إذا قرر الرحيل.
لكن على ما يبدو فإن تن هاغ وضع في حساباته العمل أيضا من دون رونالدو، وكشفت التجارب التي قام بها بالدفع بالشباب بجانب أصحاب الخبرة أنه قادر على الوصول لخطط إيجابية من دون البرتغالي الذي كان يميل إلى تدمير تمريرات الفريق على مدار الموسم الماضي.
وبالفعل، فقد أثبت فريق «الشياطين الحمر» نجاعته التهديفية بتسجيله 13 هدفاً في 4 مباريات أمام ليفربول وملبورن فيكتوري الأسترالي وكريستال بالاس وأستون فيلا في المباريات التي أجراها بمعسكره الآسيوي، كما أظهر الثلاثي ماركوس راشفورد والفرنسي أنتوني مارسيال وجايدون سانشو بعض التكامل من دون وجود رونالدو.
أعربت أندية بايرن ميونيخ الألماني وسان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي أن رونالدو خارج حساباتها، ويدرك النجم البرتغالي أن قلة من الأندية هي التي لديها الإمكانات المالية للترحيب به، حتى لو أعلم وكيل أعماله منديز أنه مستعد لخفض راتبه بنسبة 30 في المائة، حسب الصحافة البريطانية.
في تشيلسي، يعتقد المدرب الألماني توماس توخيل أن رونالدو «لاعب رائع» لكنه يصب اهتمامه على الوافد الجديد «هدفنا الرئيسي، رحيم سترلينغ الذي وقّع» على العقد.
أما بالنسبة لرئيس بايرن ميونيخ، بطل الدوري الألماني في المواسم العشرة الماضية، أوليفر كان فقال: «بقدر تقديري لكريستيانو رونالدو، أحد أعظم اللاعبين، فإن الانضمام للبايرن لا يتناسب مع فلسفتنا». ولا يشذ الأمر في إسبانيا، إذ أقرّ رئيس برشلونة خوان لابورتا الذي شوهد يتناول الغداء مع منديز، أن الأمر كان لمجرد «الحديث عن فترة الانتقالات بشكل عام»، وليس على الإطلاق عن احتمال وصول الهداف الدولي التاريخي (117 هدفاً في 189 مباراة دولية).
ووفقاً لصحيفة ماركا اليومية، فإن رونالدو «ليس مجدياً اقتصادياً» لأتلتيكو مدريد، ولا تتصور أيضاً عودة محتملة إلى القطب الثاني للعاصمة ريال حيث قضى المهاجم أفضل سنواته (2009-2018).
من المؤكد أن فيرغسون سيكون له الكلمة الفصل في استمرار رونالدو، كما أن الأخير لن يجد ناديا أفضل له من يونايتد لختام مسيرته في المكان الذي شهد انطلاقته.
ويستهل يونايتد مشواره في الدوري في 7 أغسطس (آب) أمام ضيفه برايتون، بعد نهاية مبارياته الإعدادية ضد أتلتيكو مدريد الإسباني في النرويج ورايو فايكانو الإسباني في أولد ترافورد.
التعليقات