“الطب الشرعي ينصف نيرة أشرف ويخرس ألسنة المشككين: عذراء”
كانت حبوب علاج الصداع هيّ أول منقذ لي بعد قراءة هذا العنوان “العريض البرّاق الرنان”!
فلم أعرف ما هو المستفز أكثر، انتهاك جسد فتاة مرتين في حياتها ومن ثم في مماتها؟ عقدة غشاء البكارة الذي يتوقف عليه “شرف مجتمعات” بأكملها والذي قد لا يكون موجودا أساساً؟ أم وسائل الإعلام التي باتت تتعامل مع كل القضايا كسلع تجارية تسعى فيها لإثارة الجدل والمنافسة، دون وجود أدنى فكرة عن مدى تأثير الكلمات التي تقولها؟
أعتقد أنها تتساوى جميعا، لكن الأكثر خطورة برأيي هي بعض وسائل الإعلام التي تغض الطرف كليّاً عن دورها في رفع الوعي، والوقوف في وجه الجهل والتخلف للحد من هذه الممارسات اللاإنسانية تجاه النساء والفتيات في الدول العربية، بل على العكس، أصبحت توجه رياحها كما يشتهي “التريند” لكي تحصل على مزيد من المتابعات و”اللايكات”.
سياسة “التريند” خلقت حالة من الاستسهال والطمع في صناعة المحتوى الإعلامي وفي تلّقيه، فلم تعد تكفي دائرة صغيرة من الجمهور المستهدف، في الوقت الذي أصبح من الأسهل استهدافه كلّه بكافة شرائحه واهتماماته عن طريق إعطائهم/ن ما يريدونه (الجمهور عاوز كده)، هذا الجمهور لم يعد من السهل إرضاؤه وجذبه سوى بالكلمات الرنانة.
ربما تحتاج بعض الوسائل الإعلامية لإعادة النظر في سياستها التحريرية وربما في أهدافها ودورها في المجتمعات، وربما يجب أن نذكر أنفسنا يومياً بمدى قوة الإعلام وقدرته على توجيه الرأي العام وتغييره نحو الأفضل أو الأسوأ، وهو الأمر الذي سمعنا وقرأنا عنه ورأيناه على مدار الأزمان.
أما حاليا، فلا يسعني سوى أن آمل بأن تطغى على هذا كله الصحافة التي تعمل من أجل الأفراد والمجتمعات والنهوض بها. صحافةٌ تعرف مدى قوتها وقدرتها على نشر ثقافة اللاعنف وحماية النساء والفتيات وإنقاذ حيواتهن.
التعليقات