21 يوليو 2022 22:02
من المعروف أن المرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد يطورون استجابات مناعية واقية مثل كل من يصابون بفيروسات أخرى.
وتحصل تلك المناعة بواسطة الخلايا التائية والأجسام المضادة الخاصة بالفيروس التي تتشكل بعد فترة وجيزة من الإصابة. ومع ذلك، هناك قلق من أن تختفي المناعة مع مرور الوقت، ما قد يعني الإصابة من جديد بمرض كوفيد-19 الناجم عن العدور بفيروس كورونا.
لمحاولة معرفة مدة المناعة التي تنتج إثر إصابة سابقة، قدمت آنا مارتنر والمؤلفون المشاركون في جامعة جوتنبرج بالسويد، في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS)، خلاصتين رئيسيتين.
الأولى: أصبحت عدة أنواع من الخلايا التائية الخاصة بالفيروسات قابلة للاكتشاف في الدم بعد فترة وجيزة من الإصابة بكوفيد، لكنها اختفت بشكل لافت بعد 10 إلى 12 أسبوعًا.
الثانية: رغم ذلك، فإن مجموعة من الخلايا التائية عالية التخصص، والمصممة لتسهيل القضاء على الخلايا المصابة، ظلت نشطة في دم جميع المرضى المصابين سابقًا بسارس-كوف-2. ولم تختف هذه الخلايا التائية أو تتضاءل حتى مع المتابعة الطويلة.
قد تفسر هذه النتائج انخفاض خطر الإصابة بالأعراض الخطيرة والوفيات بين المرضى الذين يصابون بالفيروس مرة أخرى بعد إصابة أولى.
جمع العلماء في جامعة جوتنبرج ومستشفى جامعة “ساهلغرينسكا” في السويد 81 عينة دم من أعضاء طاقم المستشفى الذين أصيبوا بفيروس كورونا الخفيف في السنة الأولى من الوباء والمراقبين غير المصابين.
درس الباحثون تفاعل الخلايا التائية مع الجزء الداخلي من الفيروس (بروتين القفيصة النووية للفيروس) the virus nucleocapsid. وبالتالي، التقاط استجابات الخلايا التائية التي تحدث فقط بعد الإصابة الطبيعية.
عُرّضت عينات الدم لأكثر من 100 ببتيد من بروتين القفيصة النووية للفيروس. ثم قام حلل الباحثون بتحليل لتحديد طول عمر تفاعل الخلايا التائية بعد الإصابة.
لاحظ الفريق أن مجموعة فرعية من الخلايا التائية المتخصصة، هي (خلايا Th1) التي تعزز تدمير الخلايا المصابة بالفيروس، كانت نشطة لمدة 20 شهرًا على الأقل بعد الإصابة بكوفيد. كان لدى المرضى المصابين أيضًا عدة أنواع أخرى من الخلايا التائية التي تفاعلت مع فيروس كورونا. اختفت هذه الخلايا التائية الأخيرة من الدم بعد شهرين تقريبًا من الشفاء من العدوى.
تقول آنا مارتنر الأستاذة المساعدة لعلم المناعة “بينما تختفي مجموعات فرعية معينة من الخلايا التائية بعد الإصابة بفترة وجيزة، تظل الخلايا التائية المتخصصة للغاية (الخلايا التائية المساعدة Th1 ،1) موجودة بثبات في الدم للإشارة إلى أن جانبًا حيويًا من المناعة الوقائية يبقى فعالا بعد سنوات من الإصابة بفيروس كوفيد -19”.
وقد تفسر هذه النتائج لماذا يندر أن تكون العدوى الثانية بفيروس كورونا شديدة.
المصدر: الاتحاد – أبوظبي
التعليقات