حكم سيوفك في رقاب العذل شرح – صحيفة الصوت
حكم سيوفك في رقاب العذل شرح

قصيدة “حكم سيوفك في رقاب العذل شرح ” هي واحدة من أشهر القصائد التي نظمها الشاعر الفارس عنترة بن شداد بأسلوب بلاغي بسيط وواضح. يُعد عنترة واحدًا من أبرز الشعراء في التاريخ العربي، وهو أيضًا من شعراء المعلقات السبع المشهورين. تميزت قصائده بالغزل العفيف الذي كان يوجهه دائمًا إلى محبوبته عبلة. في هذا المقال في جريدة الصوت ، سنتناول قصيدة “حكم سيوفك في رقاب العذل” ونشرح معانيها، مسلطين الضوء على جماليات الأسلوب والمعاني التي تحملها.

عنترة بن شداد

هو عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي وُلد في عام 525م، كما تُوفي في عام 608م، إلى جانب أنه من أشهر الشعراء العرب في عصر ما قبل الإسلام، حيث إنه كان مشهورًا بشعر الفروسية، وأيضًا كتب عنترة معلقة اشتهرت كثيرًا حتى وقتنا الحالي، فضلًا عن أنه أحد أكثر الفرسان العرب وأشعرهم براعة في هذا العصر، عُرف بالقصائد المتضمنة على الشعر الرائع والغزل العفيف بعبلة.[1]

حكم سيوفك في رقاب العذل شرح
حكم سيوفك في رقاب العذل شرح

قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل

يمكن التعرف على قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل من خلال الأبيات الآتية:[2]

حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ               وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ

وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِماً         وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي

وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ         خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ

فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها           وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ

وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ         أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ

فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِن آفاتِهِ                حِصنٌ وَلَو شَيَّدتَهُ بِالجَندَلِ

مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ          مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ

إِن كُنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي         فَوقَ الثُرَيّا وَالسِماكِ الأَعزَلِ

أَو أَنكَرَت فُرسانُ عَبسٍ نِسبَتي      فَسِنانُ رُمحي وَالحُسامُ يُقِرُّ لي

وَبِذابِلي وَمُهَنَّدي نِلتُ العُلا               لا بِالقَرابَةِ وَالعَديدِ الأَجزَلِ

وَرَمَيتُ مُهري في العَجاجِ فَخاضَهُ       وَالنارُ تَقدَحُ مِن شِفارِ الأَنصُلِ

حكم سيوفك في رقاب العذل شرح

يحتاج الشخص إلى معرفة شرح أبيات القصيدة التي يقرأها حتى يتمكن من فهم غرض الشاعر من الكلمات التي كتبها، وفيما يلي نقدم شرح قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل:

حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ               وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ

وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِماً         وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي

وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ         خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ

فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها           وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ

وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ         أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ

لقد كان عنترة بن شداد يشير عندما قال العذل إلى (بني حريقة)، الذين قاموا بإلقاء اللوم على (بني عبس)، وقد استطاعت تلك الأبيات منح الشجاعة لهم، لكي لا يتمكن بنو حريقة من إذلالهم، إضافةً إلى أنه يستأنف نصيحته بالتأكيد على أنه عند قيام أحدهم بظلم شخصًا ما، عليه هو كذلك ظلمه، وفي حال لم يعرفه أحدهم في الحرب فلا يعيره انتباهه، وكذلك، فإنه أثناء الحرب يشرع الجبان في الهرب، ولكن قبل قيامه بهذا يُخطط ليُمثل دور الإنسان الواعي نتيجة خوفه على ذاته، وليس من الخوف على عنترة، بجانب توجيهه نصيحة للرجال الأبطال طوال الحرب، بأنه ينبغي عليهم عدم السماع لكلام هذا الشخص الجبان، بل يجب أن يتواجدوا في المقدمة ليدافعوا عن الأرض التي ينتمون إليها، وأيضًا يشير عنترة إلى أن التاريخ ليس له رحمة لأي إنسان، لذلك أمامه فقط أن يُثَّبت اسمًا له في التاريخ، وإلا لن تذكره الأجيال القادمة بعد موته سواءً في الحرب أو غيرها.

فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِن آفاتِهِ                حِصنٌ وَلَو شَيَّدتَهُ بِالجَندَلِ

مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ          مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ

إِن كُنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي         فَوقَ الثُرَيّا وَالسِماكِ الأَعزَلِ

أَو أَنكَرَت فُرسانُ عَبسٍ نِسبَتي      فَسِنانُ رُمحي وَالحُسامُ يُقِرُّ لي

وَبِذابِلي وَمُهَنَّدي نِلتُ العُلا               لا بِالقَرابَةِ وَالعَديدِ الأَجزَلِ

في الأبيات السابقة يؤكد الشاعر على أن الموت من الأمور الحتمية التي سوف تواجه كل إنسان، حتى ولو كان محاطًا بجيوش عظيمة تحميه، فإن الموت سيدركه لا محالة، والجدير بالإشارة أن عنترة بن شداد أحسن توظيف الألفاظ في أبيات القصيدة، فقد ذكر أنه من الأفضل للإنسان أن يموت عزيزًا، فهو شرفًا عظيمًا له من أن يموت وهو أسيرًا لواحدة من الجميلات، حيث إن الأسر مهما تنوعت حالته، فليس له طعم غير الذل، كما يقول عنترة إنه إذا كان هو الأسير فله الشرف لأنه ابن شداد العبسي صاحب الشهرة، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يحقرون من شأنه، هو كذلك يحتقرهم، ويذكر أنهم يفعلون ذلك بشكل دائم لأن والدته كانت أمة، بينما هم خائفون من قوته.

شاهد أيضًا: كلمات وعبارات التهنئة للتخرج 2024: دليلك لخطاب تخرج لا يُنسى

معاني مفردات قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل

إذا استطاع القارئ أن يعرف معاني مفردات القصيدة، فإنه بذلك سوف يسهُل عليه فهمها، ولذلك، فإنه في التالي البعض من معاني مفردات قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل:

  • يوم كريهة: هو يوم الحرب.
  • لا تحفل: لا تمنح اهتمامًا.
  • القسطل: الغبار الناتج عن الحرب.
  • سنان رمحي: المقصود مقدمة السيف.
  • بذابلي: هو الرمح الغاية في الدقة.
  • الأجزال: العديد.
  • شفار: وهي أحد جوانب النصل أو الحد الخاص بالسيف ومفردها (شفرة).
  • الوقيعة: المعركة.
  • الأخيل: الشخص المتكبر.
  • الرسوم: المراد بها الآثار التي تبقت من البيت.

حكم سيوفك في رقاب العُذَّلِ pdf

لقد قام عنترة بن شداد بكتابة قصيدة جميلة تُعرف باسم (حكم سيوفك في رقاب العذل)، وتعتبر تلك القصيدة ذات نهجٍ عام من خلال نظمها على وتيرة عمودية، علاوةً على كتابتها على نغمة (البحر الكامل)، والجدير بالذكر أن عدد أبياتها يبلغ 22 بيتًا، وتتضمن على العديد من المواعظ والحكم القيمة، ويمكن الاطلاع على القصيدة كاملة من خلال ملف pdf “من هحكم سيوفك في رقاب العُذَّلِ pdfنا

هنا نكون قد بلغنا نهاية مقالنا بعد تقديم عنترة بن شداد، إلى جانب التعرف على قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل، وأيضًا حكم سيوفك في رقاب العذل شرح، معاني مفردات قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل، وحكم سيوفك في رقاب العُذَّلِ pdf.

تُعتبر القصيدة العربية من أهم أشكال التعبير الأدبي، فهي ليست مجرد كلمات منمقة أو قوافٍ متناغمة، بل هي وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر بأبلغ الأساليب. ومن بين القصائد التي خلدها التراث العربي، تبرز قصيدة “حكم سيوفك في رقاب العذل” التي تُنسب للفارس الشاعر عنترة بن شداد. تعتبر هذه القصيدة تجسيدًا لمعاني الفروسية والشجاعة في الأدب العربي، وهي تعكس شخصية الشاعر وقيمه في الدفاع عن الشرف والكرامة.

السياق التاريخي:

عاش عنترة بن شداد في زمن كانت فيه الفروسية هي الأساس الذي يُبنى عليه تقييم الرجال. ولأنه وُلد لأم جارية وأب حر، عانى من العنصرية والظلم في بداية حياته. إلا أن شجاعته ومهارته في القتال جعلته ينال احترام قومه ويصبح من أبطالهم. في هذا السياق، تُعبر قصيدة “حكم سيوفك” عن روحه المتمردة ورغبته في الانتصار على الظلم الذي واجهه.

التحليل الأدبي للقصيدة:

1. الأسلوب الشعري:

يتميز أسلوب عنترة بن شداد في هذه القصيدة بالقوة والجزالة، حيث يعتمد على تصوير معاني الفروسية والكرامة باستخدام لغة واضحة وصريحة. يبدأ الشاعر بأمر مباشر:

“حكم سيوفك في رقاب العذل”

تُعد هذه الجملة دعوة لمواجهة العذل (اللوم) بالسيف، مما يعكس موقف الشاعر الجريء في مواجهة الانتقادات أو الأعداء. إنه أسلوب يعتمد على التشبيه والاستعارة، حيث تصبح السيوف رمزًا للحسم والشجاعة.

2. الموضوع الرئيسي:

تدور القصيدة حول الشجاعة وعدم الخضوع للعذل أو النقد السلبي. إن عنترة هنا لا يدعو فقط إلى مواجهة الأعداء بالسيف، بل يعتبر أن الشرف والكرامة يجب أن يكونا فوق كل اعتبار. العذل ليس مجرد لوم من الأعداء، بل قد يشمل انتقادات المجتمع أو حتى الأسرة، والشاعر يقترح أن السيوف هي الحل الحاسم لكل هذه المواقف.

3. الشخصيات والرموز:

الشخصية المركزية في القصيدة هي عنترة نفسه، الذي يجسد الفارس المثالي. والسيوف في القصيدة ليست مجرد أسلحة، بل هي رمز للكرامة والقوة. العذل يُستخدم هنا كرمز للظلم والانتقاد السلبي الذي يعاني منه الشاعر. إنه نوع من التحدي الذي يجب مواجهته بكل شجاعة وقوة.

4. المشاعر والأحاسيس:

تعكس القصيدة مجموعة من المشاعر، أبرزها الكبرياء والغضب والعزة بالنفس. يشعر القارئ بأن الشاعر يعبر عن تحدٍ داخلي وخارجي في الوقت نفسه؛ فهو يتحدى مجتمعه الذي قد يلومه، ويتحدى أيضًا أعداءه في ساحة المعركة.

5. اللغة والبلاغة:

اللغة المستخدمة في القصيدة قوية وصارمة، تعكس شخصية الشاعر الفارس. يعتمد عنترة على استخدام الجناس والتشبيه لزيادة التأثير العاطفي. كما يستخدم الأساليب البلاغية بمهارة عالية، ما يجعل القارئ يشعر بقوة النص وتأثيره.

الرمزية في القصيدة:

قصيدة “حكم سيوفك في رقاب العذل” تعتمد بشكل كبير على الرمزية. فالسيف هنا ليس فقط أداة حرب، بل هو رمز للشرف والنضال. إن العذل، الذي قد يكون نقدًا أو لومًا، يُعتبر في هذه القصيدة رمزًا للظلم الذي يواجهه الشاعر. من خلال هذا التناقض بين السيف والعذل، يبرز عنترة رؤيته الشخصية للحياة: لا يمكن مواجهة الظلم إلا بالقوة والشجاعة.

القيم والمعاني الأخلاقية:

تحمل القصيدة في طياتها العديد من القيم والمعاني الأخلاقية التي كانت ولا تزال تحتل مكانة مركزية في المجتمع العربي. من أبرز هذه القيم:

  1. الشجاعة: حيث يعتبر عنترة الشجاعة والجرأة في مواجهة الأعداء والقضايا العادلة من أسمى القيم التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان.
  2. الكرامة: يدعو الشاعر إلى الحفاظ على الكرامة الشخصية حتى وإن كانت الوسيلة لذلك هي القوة المادية.
  3. الفروسية: هذه القيمة تجسد مجموعة من المبادئ التي كانت تُعتبر جزءًا أساسيًا من حياة الفارس، مثل النزاهة والشرف والدفاع عن المستضعفين.

التأثير الأدبي للقصيدة:

استطاعت هذه القصيدة أن تترك بصمة واضحة في الأدب العربي، ليس فقط لجمال أسلوبها وعمق معانيها، بل لأنها تُعبر عن قيم ما زالت موجودة حتى اليوم. يُعتبر عنترة بن شداد واحدًا من الشعراء الذين استطاعوا أن يجمعوا بين الأدب والفروسية في قالب واحد، مما جعل قصائده تُدرس وتُقرأ على مر العصور.

التأثير على الأدب الحديث:

لا تزال قصيدة “حكم سيوفك في رقاب العذل” تُلهم الكثير من الأدباء والشعراء في العصر الحديث. يتمثل هذا التأثير في قدرتها على التحدث عن مواضيع إنسانية عالمية، مثل الصراع بين الفرد والمجتمع، وقيمة الكرامة الشخصية، وأهمية الشجاعة في مواجهة الصعاب.

خاتمة:

إن قصيدة “حكم سيوفك في رقاب العذل” ليست مجرد نص شعري تقليدي، بل هي عمل أدبي يُعبر عن روح الفروسية والكرامة التي ميزت عنترة بن شداد وشخصيته. بأسلوبها القوي ومعانيها العميقة، تظل هذه القصيدة واحدة من أعظم الأعمال الأدبية التي قدمها التراث العربي. ومن خلال دراسة هذه القصيدة، يمكن للمرء أن يفهم بشكل أعمق قيم الشجاعة والشرف التي كانت سائدة في المجتمع العربي القديم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *