دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — بطابعها الفريد الذي يميزها عن جميع بقاع العالم، لا تخلُ مدينة الأقصر من آثار تبرز عظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين، ما يجعلها من أهم مناطق الجذب السياحي في مصر.
وعلى الضفة الغربية في الأقصر، أقامت الملكة حتشبسوت، “التي حصلت على لقب فرعون، معبدًا رائعاً لتخليد ذكراها بالدير البحري”، وفقًا لموقع وزارة السياحة والآثار.
وتُعد حتشبسوت، واسمها يعني باللغة الفرعونية “أميز النساء”، الملكة المصرية الوحيدة التي حكمت مصر في ظروف سياسية واقتصادية مستقرة، خلال العصر الذهبي، أي الفترة بين عامي 1473 و1458 قبل الميلاد، “على عكس الملكات السابقات اللواتي كان الاضطراب سمة أساسية خلال فترة توليهن العرش”، حسبما ذكر على موقع الهيئة العامة للإستعلامات المصرية.
ووفقًا لما أشار إليه موقع الهيئة العامة للإستعلامات المصرية، كانت حتشبسوت “الإبنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحتمس الأول، الذي أنجب ابنًا غير شرعي وكان صغير السن هو تحتمس الثاني، وقد قبلت حتشبسوت الزواج منه على عادة الأسر الفرعونية ليتشاركا معًا الحكم بعد موت والدها”.
وبعد وفاة تحتمس الثاني، أعلنت الملكة حتشبسوت نفسها وصيًة على عرش ابنها من تحتمس الثاني، أي تحتمس الثالث. وبعد عامين، طالبت بالعرش لنفسها، بحسب ما أوضحه موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.
ويمتاز تصميم معبد الملكة حتشبسوت بأسلوبه العبقري، إذ يخيل للناظر بأنه معبد في أحضان جبل.
والجدير بالذكر أن مصمم المعبد، المهندس سنموت، شغل عقول الأثريين حتى وقتنا، ليس لعبقريته في البناء والعمارة وتوليه مناصب عدة فقط، بل من خلال علاقته الوطيدة بالملكة حتشبسوت، والتي أرجعها بعض الأثريين لعلاقة حب قوية نشأت بين الملكة القوية وفرد من أبناء عامة الشعب.
وعلى جدران المعبد، سُجلت تفاصيل حياة حتشبسوت، وكيف أصبحت ملكة شرعية للبلاد، وأحداث الحملات التي قادتها، إلى جانب “أسطورة ولادتها المقدسة وبنوتها للإله آمون”، وفقًا لما أشار إليه موقع وزارة السياحة والآثار.
وخلال رحلته الأخيرة إلى الأقصر، أراد مدون رحلات السفر الأمريكي جاريد جاروليني أن يشاهد بنفسه جزءًا من العمارة المصرية القديمة، فقرّر زيارة معبد حتشبسوت في الدير البحري.
ويشرح لموقع CNN بالعربية أن المعبد يتمتع بحالة ممتازة من الحفظ، كما أنه يجده من بين أفضل المعابد في الأقصر، لذلك كان عليه رؤيته أثناء رحلاته عبر مصر.
ويشير جاروليني إلى أن المعبد يخلد ذكرى فرعون أنثى، وهو ما يُعد أمرًا فريدًا من نوعه في التاريخ المصري القديم، قائلًا: “أذهلني حجم المعبد والحرفية المذهلة التي استُخدمت في تصميمه”.
وأوضح جاروليني أن “الأروقة العديدة التي يتكون منها المعبد أضافت تعقيدًا إلى هذا الموقع لم يره في أي مكان آخر أثناء رحلته إلى مصر”.
ولطالما كان جاروليني مهتمًا بتاريخ حتشبسوت “والمنطق المجهول وراء محاولات تحتمس الثالث لمحو وجودها من التاريخ المصري القديم”، مضيفًا أنه “من حسن الحظ أن حملة تحتمس الثالث لمحو حتشبسوت من التاريخ لم تدم طويلاً وإلا لما كان هذا المعبد الجميل لا يزال قائماً”.
وخلال توثيقه للمعبد، يشير جاروليني إلى أنه ركز بشكل أساسي على التماثيل التي تجسد الملكة حتشبسوت، إذ كان هناك عدد قليل للغاية منها بسبب محاولة تحتمس الثالث إزالتها من التاريخ، وفقًا لما ذكره.
التعليقات