بطولة العالم للقوى تسدل الستار بثلاثة أرقام قياسية عالمية – صحيفة الصوت

برشم والبقالي ينقذان ماء وجه الألعاب العربية… والسويدي دوبلانتيس يفك نحسه بذهبية في اليوم الأخير

حُطِّمت 3 أرقام قياسية عالمية، حصدت الجامايكية «السهم» شيلي-آن فرايزر-برايس، ذهبية خامسة نادرة، وفرض الواثبان: القطري معتز برشم، والفنزويلية يوليمار روخاس نفسيهما، بلقب ثالث توالياً، في بطولة العالم لألعاب القوى التي اختتمت فجر أمس بتوقيت غرينتش، في مدينة يوجين الأميركية.

وترك كل من السويدي أرمان دوبلانتيس والأميركية سيدني ماكلافلين بصمة خالدة، بتحطيم الأول الرقم العالمي بالوثب بالزانة، وتسجيل الثانية رقماً خارقاً في سباق 400 متر حواجز، بينما أحرزت البيروفية كيمبرلي غارسيا ليون ذهبيتين، في النسخة الأولى من البطولة التي تقام في الولايات المتحدة الأميركية على ملعب «هايوارد فيلد» في يوجين الواقعة في ولاية أوريغون.

برشم نال الذهبية للمرة الثالثة (إ.ب.أ)

وغرّدت الولايات المتحدة خارج السرب في النسخة الأولى على أرضها، وتصدرت برصيد 33 ميدالية، بينها 13 ذهبية و9 فضيات و11 برونزية، علماً بأنها البلد الوحيد الذي تخطى حاجز العشر ذهبيات في البطولة، وكانت مطاردتها المباشرة إثيوبيا بعشر ميداليات، بينها 4 ذهبيات، ومثلها فضية، وبرونزيتان.

وضرب دوبلانتيس (22 عاماً) بقوة في اليوم الختامي برقم قياسي عالمي بلغ 6.21 متر في طريقه إلى إحراز اللقب العالمي الذي ينقص خزائنه، معوّضاً النسختين الأخيرتين عندما حل تاسعاً في لندن 2017، ووصيفاً في الدوحة 2019.

وهو الرقم القياسي العالمي الخامس لدوبلانتيس في المسابقة، والثالث هذا العام، مؤكداً تصميمه على ألا يقف أي عائق في وجهه.

وقال مازحاً في تصريح لمذيع الملعب: «محاولة لا بأس بها»، وأضاف موجهاً كلامه إلى الجماهير: «لقد منحتم لي طاقة جيدة لمساعدتي على تخطي الحاجز. كان ذلك رائعاً. أنا أعشق يوجين».

وفكَّ دوبلانتيس نحسه في بطولات العالم بأفضل طريقة ممكنة، والأكيد أن الأميركيين سيكونون ممتنين له؛ لأنه مولود في الولايات المتحدة من أب أميركي وأم سويدية، كونه اختتم النسخة الأولى على أرضهم برقم قياسي أسطوري، تلا تتويج منتخبي بلادهم للرجال والسيدات بذهبيتي التتابع 4 مرات 400 متر، ونجمتهم الواعدة أثينغ مو باللقب العالمي لسباق 800 متر.

وكان البطل الأولمبي للمسابقة حل تاسعاً في نسخة لندن 2017، ووصيفاً في نسخة الدوحة 2019.

ورقمه القياسي الذي نال على أثره 100 ألف دولار، كان الثالث في النسخة الثامنة عشرة، وبعد يومين فقط من الرقم القياسي الأول الذي حققته الأميركية سيدني ماكلافلين، الجمعة، في سباق 400 متر حواجز، عندما سجلت 50.68 ثانية، في طريقها إلى اللقب العالمي مكررة إنجازها في الألعاب الأولمبية بذهبية، ورقم قياسي في الدور النهائي.

البقالي وذهبية 3 آلاف متر موانع (أ.ف.ب)

كانت المرة الرابعة تتمكن فيها ماكلافلين من تحطيم الرقم القياسي العالمي للسباق في أكثر من عام واحد بقليل، وباتت أول امرأة تنزل تحت حاجز 51 ثانية في هذه المسافة.

وعلى غرار دوبلانتيس، نجحت ماكلافلين في إحراز اللقب الذي ينقص خزائنها، والثأر من مواطنتها دليلة محمد التي حرمتها من اللقب العالمي في النسخة الأخيرة في الدوحة 2019.

الرقم القياسي الثالث كان من نصيب النيجيرية توبي أموسان، في نصف نهائي سباق 100 متر حواجز، بقطعها المسافة في زمن 12.12 ثانية، علماً بأنها حطمته بعد ساعة و50 دقيقة، عندما نالت الذهبية بزمن 12.06 ثانية؛ لكن لم يتم اعتماده بسبب الرياح القوية.

ودخل القطري معتز برشم تاريخ مسابقة الوثب العالي من الباب الكبير، عندما أصبح أول رياضي يحتفظ بلقبها 3 مرات متتالية. إنجاز حققته أيضاً الفنزويلية يوليمار روخاس في مسابقة الوثبة الثلاثية التي تحمل رقمها القياسي العالمي.

وعادلت روخاس سجلها الذهبي في بطولة العالم، داخل القاعة التي توجت بها 3 مرات في بورتلاند الأميركية 2016، وبرمنغهام الإنجليزية 2018، وبلغراد 2022، وحققت اللقب الثالث في الهواء الطلق بعد مونديالي 2017 في لندن، و2019 في الدوحة، إلى جانب ذهبية أولمبياد في طوكيو.

وأحرزت العداءة الجامايكية شيلي-آن فرايزر-برايس لقب بطلة العالم لسباق 100 متر للمرة الخامسة في مسيرتها الزاخرة.

حققت المخضرمة فرايزر-برايس (35 عاماً) إنجازها، بقطعها المسافة في زمن 10.67 ثانية في ثلاثية جامايكية، أمام مواطنتيها شيريكا جاكسون، بتسجيلها أفضل توقيت لها هذا العام (10.73 ثانية)، وإيلاين تومسون-هيراه (10.81 ثانية).

وهي المرة الأولى التي ينجح فيها بلد واحد في الظفر بالميداليات الثلاث لسباق السيدات.

وسبق لفرايزر-برايس أن ظفرت باللقب العالمي أعوام 2009 و2013 و2015 و2019، وباتت أول رياضية تحرز لقب سباق واحد 5 مرات في بطولة العالم، علماً بأنها توجت باللقب الأولمبي مرتين في 2008 و2012.

وستصبح البيروفية كيمبرلي غارسيا ليون بطلة مرموقة في بلادها لا محالة، بفضل إنجازها الرائع في يوجين، عندما ظفرت بذهبيتي سباقي المشي لمسافتي 20 كيلومتراً و35 كيلومتراً.

وضعت غارسيا ليون بلادها على خريطة بطولة العالم للمرة الأولى في تاريخها، كما باتت أول بطلة عالمية لمسابقة 35 كيلومتراً مشياً التي استحدثت مؤخراً، بدلاً من سباق 50 كيلومتراً مشياً.

وفرضت الولايات المتحدة نفسها على سباق 100 متر للرجال، بكسبها الميداليات الثلاث عبر فريد كيرلي ومارفن برايسي وصيفه، وترايفون بروميل صاحب البرونزية. وهي الثلاثية الثالثة للولايات المتحدة في السباق بعد 1983 و1991. وحققت الولايات المتحدة ثلاثية ثانية وكانت في مسابقة الكرة الحديدية، عبر راين كراوزر وجو كوفاكس وجوش أووتوندي.

وأنهى البرازيلي أليسون دوس سانتوس سلسلة الانتصارات المتتالية للنرويجي كريستيان فارهولم، وتُوِّج بذهبية سباق 400 متر حواجز، وهو السباق الأول الذي يخسره فارهولم، البطل الأولمبي والعالمي، وحامل الرقم القياسي العالمي منذ سبتمبر (أيلول) 2018 في أوسترافا التشيكية. منذ ذلك الحين، حقق سلسلة انتصارات متتالية بلغت 18 سباقاً إلى جانب 4 سباقات تأهيلية أخرى في بطولة العالم 2019، وألعاب طوكيو الأولمبية 2021.

وبالإضافة إلى برشم أنقذ المغربي سفيان البقالي ماء وجه أم الألعاب العربية، في بطولة العالم، بحصد ذهبية سباق 3 آلاف متر موانع، بينما رفع العداء الجزائري جمال سجاتي الغلة بفضية في سباق 800 متر، لتتكرر الحصيلة العربية نفسها بالنسخة الثانية عام 1987 في روما، عندما نال الصومالي عبدي بيل ذهبية سباق 1500 متر، والمغربي سعيد عويطة ذهبية 5 آلاف متر، والجيبوتي أحمد صلاح فضية الماراثون.

ونجح البقالي في تحقيق ما فشل فيه في النسختين الأخيرتين، عندما نال الفضية في لندن 2017، والبرونزية في الدوحة 2019. وقال البقالي: «تتويجي بالذهبية يعود إلى عمل قوي ومتواصل منذ سنين. بعد تتويجي في الألعاب الأولمبية كنت عازماً على المجيء إلى يوجين من أجل التتويج باللقب العالمي، ونجحت في ذلك».

ارتفعت الغلة العربية في تاريخ البطولة إلى 79 ميدالية، بينها 32 ذهبية، و24 فضية، و23 برونزية؛ لكنها كانت بعيدة هذه المرة عن ذروة التألق العربي في العرس العالمي، والتي كانت في نسخة 2005 في هلسنكي بأربع ذهبيات وفضيتين، ثم نسخة 2003 في باريس بأربع ذهبيات وفضية واحدة، وغوتبورغ 1995 بثلاث ذهبيات، ومثلها فضية وبرونزيتان.

وتألق برشم والبقالي قابلته خيبة أمل في إيهاب عبد الرحمن، المصري الوحيد المتوج في المونديال بفضية رمي الرمح في بكين 2015. وبعدما تألق في الدور الأول برميه 83.41 متر احتل بها المركز الثالث في مجموعته، اكتفى برمي 75.99 متر في الدور النهائي، مخفقاً في مواصلة المنافسة بين الثمانية الأوائل.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *