أطلقت منصة ديلي ميديكال انفو أول بودكاست طبي عربي بعنوان “The MD’s Lounge”، وأولى حلقاته لقاء خاص مع الدكتور هشام عبد القادر أستاذ جراحات الأطفال وحديثي الولادة بجامعة عين شمس، ومقدم شخصية “سوبر إتش” للأطفال بمنصات التواصل الاجتماعي المختص بكل ما يهم صحة الأطفال ورعايتهم، عن طريق ابتكار فكرة تصوير فيديوهات بشخصية لسوبر هيرو أو بطل خارق يهتم به الأطفال، وقد لاقت نجاح كبير مؤخرا.
في البداية حدثنا الدكتور هشام عن نشأته بكونه الطفل المعروف في الأسرة بحبه للتعلم وتفوقه الدراسي، وعن حلمه بأن يصبح طبيب أسنان، ولكن أقنعنه والده بالالتحاق بكلية الطب البشري، ثم تخصصه في مجال جراحة الأطفال.
ثم استرسل في حديثه عن أن منبع ابتكاره لشخصية “سوبر إتش” البطل الخارق هو تخويف الأطفال من زيارة الطبيب كثقافة شائعة لدينا لمحاولة تأديبهم منذ القدم، لذلك كان يعاني منذ زمن من مشكلة مع خوف الأطفال الشديد من زيارة العيادة والكشف، ولهذا السبب كان يبذل كل جهده لمحاولة تكوين صداقة معهم، وبالتالي أصبح يملأ عيادته بألعاب كثيرة.
وما لاحظه هو تركيز الأطفال على مجسمات للسوبر هيرو أو الأبطال الخارقين بجميع شخصياتهم، ولابد أن الأبطال الخارقين يمثلون شيئا مختلفا لهم، وهناك صلة قوية بين الأطفال والسوبر هيرو.
من هنا جاءت فكرة محاولة الربط بين الطبيب والسوبر هيرو وإمكانية أن تأتي بنتيجة إيجابية مع الأطفال وتمحي هذا الخوف القديم.
ثم جاء اسم “سوبر اتش” كابتكار لشخصية سوبر هيرو من جميع الجوانب بملابس معينة وطبيعة خاصة تساعده على فهم الأطفال ومصادقتهم، بالإضافة لاستغلال هذه الطريقة لتوصيل رسائل معينة كنوع من أنواع التوعية غير المباشرة، تساعد أيضا على تربية الأطفال وتوصيل قيم وأخلاق معينة لهم.
شاهد اللقاء كاملا من هنا:
وبسؤاله عن ردود الأفعال التي تلقاها من المحيطين تجاه هذه الفكرة، أوضح أن أي فكرة جديدة في بدايتها يجب أن تجد مقاومة، وبالتأكيد ظهرت تساؤلات سلبية عن طبيعة الفكرة وسببها، ولكن إيمانه بما يقوم به جعل لديه الاستعداد لسماع كل التعليقات أيا كانت طالما أن ما يفعله يفيد الناس فعلا.
وعند سؤاله عن إمكانية ملاءمة فكرة “سوبر إتش” للبالغين أو حتى فكرة مشابهة لمحاولة كسر حاجز الخوف قبل دخولهم غرفة العمليات مثلا، أكد أنه سيكون هناك صعوبة ومشاكل أكبر مع البالغين مع محاولة تطبيق نفس الفكرة، لأن الأطفال هم دائما شرارة انطلاق أي فكرة جديدة، وينطبق هذا على الطب أيضا، ولكن ذلك لا يمنع من محاولة ابتكار أفكار ترفيهية أخرى تناسب البالغين لتكسر الرهبة قبل أي إجراء كبير.
وعن كيفية إقناعه للعاملين معه وللأطفال بتطبيق فكرته، قال أن البداية كانت من الأطفال أيضا، حيث كان سيقوم بإجراء جراحة استئصال الزائدة لطفل لديه خوف شديد جدا من العملية، وقد بذل مجهود كبيرا جدا لطمأنته، ثم لفت نظره أن والدته أحضرت معها فيديوهات خاصة بالأطفال على تطبيق تيك توك ولاحظ أنه يحب هذه الفيديوهات فعلا، واقترح عليه تصوير فيديو على تيك توك معا، ووجد أن الفكرة أثارت انتباهه وأعجبته، وهو ما أصبح يطبقه مع جميع الأطفال بالرغم من وجود صعوبة لإقناع بعض الأطفال أيضا.
وفي محاولة جديدة لتجربة أفكار أخرى تساعد المرضى، حدثنا الدكتور هشام أنه سيشارك مؤخرا في مسرحية مع جمعية “مانحي الأمل”، حيث تهدف الجمعية لتسهيل معاناة كل من يعاني من مشاكل صحية او اجتماعية.
والهدف من هذه المسرحية هو دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال المكفوفين والأطفال الأيتام في عمل درامي يكونون هم أبطال العمل.
وبسؤاله عن الرسالة التي يهدف لتوصيلها من كل هذه الأعمال، كان رأيه أن الأطفال هم مصدر حقيقي للأمل، فمجرد رؤية ابتسامة طفل وضحكته حتى في شدة معاناته وألمه، هو مصدر طاقة إيجابية هائل جدا، ولذلك يسعى دائما الدكتور هشام لابتكار أفكار جديدة تمنحهم الأمل وتساعدهم على المرور من المواقف الصعبة التي يعيشونها مع مرضهم.
وأخيرا وجه الدكتور هشام كلمته لأهالي الأطفال الذين سيخضعون لعمليات جراحية، يحثهم فيها على عدم الاستسلام للخوف والقلق الهائل قبل إجراء جراحة لأطفالهم، وعلى الرغم من تقديره لمخاوفهم إلا أنه لا داع أبدا لكل هذا القلق لأن الأطفال لديهم قوة هائلة جدا أكثر من الكبار ليتجاوزوا مواقف صعبة جدا لا يمكننا تخيلها.
انتظرونا في المزيد من حلقات The MD’s Lounge Podcast وحوارات ومناقشات تهم صحتكم وحياتكم مع المزيد من الخبراء في المجال الطبي.
التعليقات