الكاتب محمد حجازي يسرد – طقوس محمود درويش في كتابة الشعر انها ردات فعل شاعر فلسطين الأول ولحظات عجز الشعر عن الوصف عندما كان يسمع أزيز الطائرات ودوي القذائف التي تستهدف ما كان يعرف ببيروت الغربية.
يلخص حجازي صعوبة تلك اللحظات عندما يقول “أغارت طائرة أعقبتها أخرى، وقفت اللقمة بين أصابعنا.. وربما في حبل الوريد”ويدوّن حجازي ما قاله درويش عن تلك الأيام “أنا لست غوغائيا ولا دوجماتيا، لكنني أرى الطريق أمامهم ينغلق ولا ينفتح.
مهما تمادت القوة وانفلتت من عقالها، لا تستطيع حسم معركة وقودها الإنسان”.لكن الأيام التي عجز فيها درويش عن التحرك بحرية أطلقت العنان واسعا لخياله في كتابة واحدة من أروع القصائد (مديح الظل العالي) التي ارتقى فيها إلى أبهى صوره التعبيرية عن بيروت وانكسارها وخروج المقاتلين الفلسطينيين منها، وعن تحولّها إلى “غيمة وخَيمة”، يناجي فجرها ومساءها قائلا “يا فجرَ بيروتَ الطويلا /عَجِّلْ قليلا /عَجِّلْ لأعرفَ جيِّداً / إن كنتُ حيَّا أم قتيلا”.
التعليقات