الغنام: الكود العمراني سيعزز المسار الرياضي ضمن الخريطة الثقافية – صحيفة الصوت

مبانٍ صديقة للبيئة وألواح شمسية ومحطات شحن للسيارات الكهربائية، مسارات آمنة ومظللة للمشاة، وتفاصيل دقيقة تعكس الهوية المعمارية والعمرانية المحلية في مدينة الرياض مستنبطة من مبانٍ تعكس مبادئ العمارة السلمانية مثل قصري الحكم وطويق، بتصميم مُبتكر يمزجها بالحداثة، هذه هي ملامح «كود المستقبل» لمشروع المسار الرياضي الذي يهدف إلى جعل الرياض واحدة من أفضل المدن ملاءمة للعيش في العالم.
ويقول مدير أول التخطيط العام بمؤسسة المسار الرياضي المهندس نايف الغنام لـ«الشرق الأوسط» إن الكود العمراني للمسار الرياضي قائم على مبادئ العمارة السلمانية، ويعتمد على الأصالة والحداثة معاً، ويهدف تطبيقه إلى تحقيق بيئة حضرية مُستدامة تُعزز من جودة الحياة، وتوحد النسيج العمراني بتناغم مع مشروع المسار الرياضي. بالإضافة إلى تحفيز مقومات الاستثمار والتطوير العقاري وفقاً لأفضل المعايير، وتطوير وتحسين المشهد الحضري ليصبح معياراً عالمياً في تطوير المدن، وبما أن العمارة تعتبر وسيلة للتعبير عن التنوع الثقافي والإمكانات الابتكارية للمنطقة، فالكود العمراني يعزز من وضع المسار الرياضي في الخريطة الثقافية والرياضية وجذب المهتمين بالعمارة.
وأكد الغنام أن الكود العمراني للمسار الرياضي هو لائحة تنظيمية توفر معايير للتصميم الهندسي، ودليلاً مرجعياً للمطورين العقاريين، والمكاتب الهندسية، وملاك العقارات التجارية والسكنية، ويشمل ضوابط تسهم في رفع مستوى جودة التصاميم المعمارية، وتنظيمات التخطيط العمراني، وأنظمة البناء، واستعمالات الأراضي ومواقف السيارات ولوحات المحلات التجارية، وتطبيق الضوابط البيئية.
وأشار إلى أن المشروع يقع على طريق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ويربط بين وادي حنيفة في غرب المدينة ووادي السلي في شرقها، وبما يخص النطاق المكاني للكود العمراني، فهو ينطبق على الأراضي الواقعة على طريق الأمير محمد بن سلمان والأحياء المجاورة للطريق فقط.
ويضيف الغنام أن الكود العمراني يتميز بحيويته ومرونته وعدم ثباته بعناصر ومفردات محددة، بالإضافة إلى أنه لا يتضمن النسخ الحرفي لمفردات عمرانية قديمة وفرضها على مشاريع جديدة، بل يترك الحرية للمعماري والمخطط بالانطلاق بمفردات وعناصر جديدة ومبتكرة تستلهم وتحاكي الماضي بقوالب تطويرية متجددة تتبع الكود العمراني المعتمد.
ويكمل بأن الكود العمراني للمسار الرياضي يُعد امتداداً لمبادئ العمارة السلمانية التي تشكلت برصد الجهود والتوجهات الشخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، معتمدة على الأصالة والحداثة معاً، وتضمن رفع جودة التصميم الحضري بالتوازي مع إبراز الهوية المعمارية المحلية وتستخلص مبادئها من نماذج معمارية قامت في مدينة الرياض، مثل قصري طويق والحكم، ومركز الملك عبد العزيز التاريخي.
وأضاف أن الاستدامة هي إحدى القيم الأساسية في الطراز السلماني، بالإضافة إلى محورية الإنسان، وملاءمة العيش، والاستمرارية، والابتكار، والأصالة، وتم تصميم الكود العمراني للمسار الرياضي على هذه القيم، وبما يخص الاستدامة البيئية، فتشمل معاير الكود استخدام الأفنية الداخلية بحيث توفر مساحات مفتوحة ذات خصوصية وكفاءة بيئية عالية، بالإضافة إلى الاستفادة من أسطح المباني من خلال توظيفها لألواح الطاقة الشمسية.
ويهدف الكود العمراني إلى تحقيق بيئة حضرية مُستدامة تُعزز من جودة الحياة من خلال رفع مستوى جودة التصاميم المعمارية والعمرانية وتنظيمات التخطيط العمراني وأنظمة البناء واستعمالات الأراضي وضوابط مواقف السيارات ولوحات المحلات التجارية والضوابط البيئية، وذلك بما يوحد النسيج العمراني ويحفز مقومات الاستثمار والتطوير العقاري وفقاً لأفضل المعايير.
وبما أن التشجير يعد أحد عناصر الكود العمراني، فقد ذكر الغنام أنه وضعت شروط محددة في اختيار النباتات المستخدمة في المباني أو المساحات المفتوحة حيث لا بد أن تكون ملائمة للبيئة المحلية لمدينة الرياض.
بالإضافة إلى أن تكون القدرة التضليلية متوسطة إلى عالية لتوفير قدر أكبر من الظل على مستوى الشارع، وقادرة على النمو في التربة شديدة الحمضية والقلوية والتربة المالحة، وأن تساعد في تقليل استهلاك مياه الري (كميات منخفضة ومتوسطة) ومقاومة للجفاف.
الجدير بالذكر، أن مشروع المسار الرياضي هو أحد المشاريع الأربعة الكبرى لمدينة الرياض التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتاريخ 19 مارس (آذار) من 2019 الماضي، ويحظى بمتابعة واهتمام من ولي العهد، حيث يعمل المشروع على تعزيز مكانة مدينة الرياض في التصنيف العالمي.
لتصبح واحدة من أفضل المدن ملاءمة للعيش في العالم، وبما يسهم في تحقيق أحد أبرز مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، من خلال تعزيز الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية وبناء مجتمع ينعم أفراده بحياة كريمة ونمط حياة صحي ومحيط يوفر بيئة إيجابية جاذبة لسكان مدينة الرياض وزائريها.
وسيصبح المسار الرياضي «أطول متنزه طولي» في العالم بمسافة تتجاوز 135 كيلومتراً، ويضم مسارات آمنة ومشجرة للمشاة والدراجات الهوائية والخيل، إضافة إلى العديد من المرافق الرياضية المتنوعة.
يشار إلى أن مؤسسة المسار الرياضي، خصصت للمستفيدين وملاك العقارات الواقعة على نطاق المشروع موقعاً إلكترونياً يتيح لهم الاطلاع والتعرف على جميع الأهداف والمعايير ومتطلبات الكود العمراني للمسار الرياضي وإمكانية حجز موعد وزيارة الاستوديو التصميمي للحصول على الدعم الإرشادي.