ولن أذيع سراً أن النقاشات التي سمعتها تحكمها الميول أكثر مما تحكمها القوانين أو الوقائع، وأعترف أن الاتحاديين الذين التقيتهم لم يكونوا قاسين أبداً لا على فريقهم ولا على إدارة ناديهم رغم إحساسهم في لحظات معينة أن الدوري كان من نصيبهم والغالبية كانت مع التخطيط للموسم الجديد ونسيان ما حدث أو على الأقل البناء على الأخطاء أو المعوقات التي منعتهم من التتويج.
أما بالنسبة لهبوط الأهلي فقد لمست حالة غير مسبوقة من الإحباط الممزوج باللاجدوى من مناقشة أمر كان يعتقده البعض مستحيلاً، لا بل إن الكثيرين لا يصدقون أن الأهلي سيهبط وأن هناك أمراً سيحدث ويُبقي ناديهم في دوري المحترفين.
أما النقاشات الأكثر سخونة فكانت حول قضية كنو، وطلب الهلال استعجال مركز التحكيم الرياضي بسرعة طلبه بشأن التدابير الوقتية حتى يعرف وضعه حول مسألة الانتقالات وقصة التعديلات (التي يفسرها كلٌّ حسب ليلاه) وتوقيت التعديلات، وهل حدثت خلال شهر مايو (أيار) كما أكد المركز، وهل سيستفيد منها الهلال أم لا؟
باعتقادي أن مسألة مهمة مثل هذه تتطلب أكثر من تصريح مكتوب أو تغريدات على «تويتر» بل تحتاج إما إلى مؤتمر صحافي مبسط يتم فيه وضع كل النقاط على كل الحروف والإجابة عن كل التساؤلات وإما إلى ظهور تلفزيوني يتناول المسألة برمّتها، وهذا كله حتى يتم قطع الطريق على التأويلات والإشاعات التي لا أعتقد أن لها داعياً ما دامت هناك قوانين (وتعديلات) وسوابق وإجراءات تجعل كل شيء واضحاً لا لبس فيه بدل أن تتحول الأمور إلى تكهنات وأحكام قطعية على أمور قد لا تكون صحيحة بالمرة من أساسها…
صحيح أن المماحكات والمبالغات والإشاعات وحتى الطقطقة أمور شائعة في عالم الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، وصحيح أنه لا يمكن التحكم بها، ولكن حتماً يمكن التحكم بمصادر التقولات من خلال الشفافية والوضوح في التعامل مع القضايا والبت بها في وقتها وشرحها للجمهور حتى لا يخرج غير المختصين أو المدفوعين بالعاطفة والميول وتشكيل فكرة لدى المشجعين قد يكون لاحقاً من الصعب تغييرها حتى لو لم تكن بالأساس صحيحة.
التعليقات