انتقد المتحدث باسم جمعية أسر ضحايا طائرة الركاب الأوكرانية التي أسقطتها إيران، حامد إسماعيليون، في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية عقد الثلاثاء في البرلمان الكندي، “تلكؤ” الحكومة الكندية في الرد على تهديدات الحكومة الإيرانية لأسر الضحايا.
وقال إسماعيليون، الذي فقد زوجته وابنته في إسقاط طائرة أوكرانية بصواريخ الحرس الثوري الإيراني، إن طهران تهدد عائلات ضحايا الرحلة 752 “داخل إيران وفي كندا، لكن الحكومة الكندية لم تتخذ حتى الآن موقفا ملموسا لمواجهة هذه الضغوط”.
حامد اسماعيليون
وكان حامد إسماعيلون يتحدث في اجتماع لمجموعة العمل الدولية لحقوق الإنسان التابعة للجنة فرعية للشؤون الخارجية والتنمية الدولية في البرلمان الكندي، عقد بخصوص أوضاع حقوق الإنسان في إيران. وقال إن “النهج الحذر” للحكومة الكندية لمتابعة القضية “تسبب في إحباط ويأس أسر الضحايا والشعب الكندي”.
وأكد المتحدث باسم أسر الضحايا أن “إيران استخدمت 177 راكباً وطاقم الطائرة كدروع بشرية”، مشددا على “تعمد” الحرس الثوري في إطلاق صواريخ على الرحلة 752.
وأُسقطت الطائرة الأوكرانية التي تحمل رقم الرحلة PiS 752 بصاروخين على الأقل من الحرس الثوري بعد دقائق من إقلاعها من مدرج مطار طهران الدولي في 18 يناير/كانون الثاني 2020، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 177 شخصا.
وأبلغ حامد إسماعيليون المجتمعين في البرلمان الكندي أن “رواية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن تحطم الطائرة كانت تهدف فقط إلى التشويش”.
وكانت الدفاعات الجوية للحرس الثوري الإيراني أطلقت صاروخين نحو طائرة الركاب الأوكرانية بعد يوم من الضربة الصاروخية للحرس الثوري الإيراني على قاعدة عسكرية أميركية في عين الأسد بالعراق ردا على مقتل قاسم سليماني في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في 3 يناير/كانون الثاني 2020 بالقرب من مطار بغداد.
وبعد 600 يوم من تحطم الطائرة، أصدر مكتب المدعي العسكري في طهران إشعارا لأسر المدعين في إيران يفيد بأن المجلس الأعلى للأمن القومي، والحرس الثوري، وشبكة الدفاعات الجوية المتكاملة، ومنظومة الدفاع السلبي، والقوة الجوية للحرس الثوري، وسلطة الطيران المدني الإيراني لن يتم مقاضاتها.
وفي غضون ذلك، قال والدا محمد حسين وزينب أسدي لاري، وهما اثنان من الضحايا، قالا لصحيفة “شرق” في الذكرى الثانية لإسقاط الطائرة، إن قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي زارهما بعد أربعين يوما من إسقاط الطائرة وقال: “هل تعلمان؟ إذا لم يحدث ذلك (إسقاط الطائرة) فأي حرب كانت تنتظرنا؟، مضيفا “لو لم يحدث هذا لقتل عشرات الملايين من الناس ولكن هذا الحادث منع اندلاع الحرب”.
وقال إسماعيلون: “إن الجمهورية الإسلامية قد وضعت أسر الضحايا في إيران تحت ضغط نفسي شديد وتعذيب جسدي، وإن التقرير الذي أصدرته هيومن رايتس ووتش في مايو 2021، يشير إلى التعذيب الجسدي للعائلات، ويمكنني أن أؤكد لكم أن هذا التصرف تكرر على نطاق واسع في إيران أثناء الاستجوابات مرارا”.
وتابع المتحدث باسم جمعية ذوي ضحايا الرحلة 752 يقول “حتى عائلات الركاب الأفغان الذين يعيشون في إيران يتعرضون لضغوط شديدة من قبل الحكومة الإيرانية”.
وبعد مضي ما يقرب من عامين من المفاوضات بين المسؤولين الأوكرانيين والكنديين مع طهران، فقد أعلنت مجموعة التعاون للدول المعنية بهذا الملف في يناير/كانون الثاني 2022، رسميا أنها أوقفت التفاوض مع إيران وستتابع من الآن فصاعدا مقتل الضحايا عبر القنوات الدولية.
في نهاية خطابه الذي استمر خمس دقائق في اجتماع فريق عمل حقوق الإنسان التابع للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الكندي، كرر حامد إسماعيلون نيابة عن عائلات ضحايا الرحلة 752: “نحن لن نسامح ولن ننسى”.
التعليقات