تعقيدات وخصوصيات الدوري الأميركي ستكون بسيطة لنجم إنجلترا السابق مقارنة بتجربته الصعبة مع ديربي كاونتي
أعلن نادي دي سي يونايتد الأميركي قبل أيام، عن تعيين النجم الإنجليزي واين روني مديراً فنياً جديداً له، لتكون هذه هي الولاية التدريبية الثانية للاعب الفريق السابق بعد المهمة الصعبة التي خاضها مع نادي ديربي كاونتي في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا.
كلاعب، كان روني واحداً من أفضل النجوم في تاريخ كرة القدم الإنجليزية على الإطلاق، والدليل على ذلك أنه لا يزال الهداف التاريخي لكل من مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي. وعلاوة على ذلك، حقق روني نجاحاً كبيراً خلال الفترة التي لعب فيها في الدوري الأميركي لكرة القدم، وهو الأمر الذي لم ينجح في تحقيقه بعض لاعبي إنجلترا الدوليين السابقين البارزين الذين لعبوا لبعض الوقت هناك.
وكمدير فني، كانت المؤشرات المبكرة إيجابية للغاية في سياق الوضع الصعب والمعقد لنادي ديربي كاونتي عندما تولى تدريبه. لكن الوضع في دي سي يونايتد أيضاً بعيد كل البعد عن السهولة.
لقد مر روني بفترة صعبة للغاية مع ديربي كاونتي، نتيجة للظروف التي مر بها النادي آنذاك، فقرب نهاية عام 2021 تعرض النادي لخصم 12 نقطة من رصيده بسبب إعلانه الإفلاس، بالإضافة إلى خصم 9 نقاط أخرى بسبب عدم الالتزام بقواعد الربحية والاستدامة.
ولم يكن النادي يملك الأموال التي تمكنه من التعاقد مع لاعبين جدد، لذلك كان يدعم صفوفه بلاعبين على سبيل الإعارة أو لاعبين في صفقات انتقال حر. ولو لم يتم خصم أي نقاط، لكان ديربي كاونتي قد أنهى الموسم في المركز السابع عشر وتجنب الهبوط. كما أن الفارق بين الأهداف التي استقبلها الفريق والتي سجلها، والذي وصل إلى -8، يشير إلى أن هذا الفريق كان يجب أن يحتل مركزاً في منتصف جدول الترتيب، وليس أحد المراكز المؤدية للهبوط؛ لكن النادي هبط بسبب النقاط التي خصمت منه، وكلها مؤشرات جيدة على العمل الذي قام به روني.
واستقال روني، البالغ عمره 36 عاماً والذي لعب لدي سي يونايتد ما بين 2018 و2019، من تدريب ديربي كاونتي الشهر الماضي بعد 17 شهراً صعبة؛ لكن هل الخطوة الجديدة في الدوري الأميركي بمثابة تراجع لمسيرته التدريبية، يرد أسطورة كرة القدم الإنجليزية: «قرأت بعض المقالات من إنجلترا بالطبع تعتبر هذه خطوة للوراء بمسيرتي التدريبية، وأرى ذلك قلة احترام للمسابقة الأميركية. العودة إلى هناك تمثل تحدياً مشوقاً لي، وأشعر بأنني يمكنني التطور أكثر في التدريب». وتابع: «أنا شخص طموح، وبالطبع أود التدريب في أعلى مستوى، وهذا جزء من العملية. لكن يوجد ارتباط مع هذا النادي الذي لعبت له من قبل، وأنا فخور بأن أكون مدربه».
لقد كانت تجربة ديربي مفيدة لروني من نواحٍ كثيرة، وبمثابة تحضير مثالي للعمل في الدوري الأميركي. وكما هو الحال مع وظيفة أي مدير فني في الدوري، فإن المهمة التي تواجه روني الآن هي تحقيق أقصى استفادة ممكنة من اللاعبين ذوي القدرات والإمكانيات المختلفة والمتفاوتة. ويمكن القول إن هذا هو الحال في أي نادٍ في أي دوري؛ لكن الدوري الأميركي فريد من نوعه إلى حد ما، ويشكل تحديات كبيرة عندما يتعلق الأمر بتجميع وبناء الفريق.
ويجب أن يتم بناء قائمة الفريق وفقاً للوائح الدوري الأميركي الذي لديه حدود خاصة فيما يتعلق بالإنفاق، والحد الأقصى للرواتب، بالإضافة إلى بعض القواعد الأخرى التي تقيد قوائم الأندية في كثير من الأحيان؛ لكن حتى تعقيدات وخصوصيات الدوري الأميركي لكرة القدم ستكون سهلة وبسيطة بالنسبة لروني، بالمقارنة بتجربته في ديربي كاونتي. وخلال الفترة القصيرة التي قضاها مديراً فنياً، أصبح روني بالفعل معتاداً على العمل وفق القيود التي يعاني منها.
وكان روني قد لعب في صفوف دي سي يونايتد وفق ما تسمى «قاعدة اللاعب المحدد»، والتي تسمح لكل نادٍ من أندية الدوري الأميركي الممتاز بالتعاقد مع 3 لاعبين فقط خارج سقف الرواتب، إما من خلال تقديم أجور أعلى للاعب، أو من خلال دفع رسوم انتقال أعلى مقابل التعاقد مع هذا اللاعب. ويمكن لنادي دي سي يونايتد الآن التعاقد مع اثنين من اللاعبين وفق هذه القاعدة، نظراً لأنه لا يضم سوى لاعب واحد فقط تجاوز الحد الأقصى المسموح به للأجور والمرتبات وهو تاكسيرشيس (تاكسي) فورنتاس، والذي يعد أحد أفضل اللاعبين في المسابقة.
ومع ذلك، كان دي سي يونايتد يعاني بقوة ويقدم مستويات سيئة خلال الفترة الماضية؛ حيث يقبع الفريق في المركز قبل الأخير بالقسم الشرقي للدوري الأميركي برصيد 17 نقطة من 17 مباراة، وتعرض لهزيمة ساحقة 7- صفر من فيلادلفيا يونيون في اليوم السابق لإعلان تولي روني المهمة، وبالتالي كانت هناك حاجة ماسة إلى تغيير الجهاز الفني.
وهناك بعض الأشياء التي يتطلع إليها روني، وهناك بعض الأشياء الإيجابية أيضاً، مثل امتلاك الفريق للنجم اليوناني الموهوب فونتاس الذي يمكنه قلب نتائج المباريات بمفرده بفضل المهارات والإمكانيات الكبيرة التي يملكها. وعلاوة على ذلك، ما زال لدى الفريق مباراتان مؤجلتان، كما يمكنه التعاقد مع اثنين من اللاعبين المميزين وفق «قاعدة اللاعب المحدد»، وهو الأمر الذي سيساعد روني على إعادة بناء الفريق. ويعني هذا أن روني ستكون لديه حرية كبيرة في العمل، على عكس تجربته مع ديربي كاونتي.
وعلاوة على ذلك، فإن الاسم الكبير لواين روني في عالم كرة القدم، سيشجع كثيرين من اللاعبين المميزين على الانضمام إلى دي سي يونايتد واللعب تحت قيادته؛ لأنهم يعتقدون أن ذلك سيؤثر بشكل إيجابي على خطواتهم التالية في الانتقالات.
قبل انضمامه إلى لوس أنجليس، كان النجم الويلزي غاريث قريباً من الانتقال إلى دي سي يونايتد؛ لكن في النهاية كان إغراء الانضمام إلى لوس أنجليس قوياً للغاية. لكن وجود روني في دي سي يونايتد ربما سيعني أن النادي سيحظى بنفوذ أكبر في المستقبل.
والآن، يمكن لروني والمدير العام للنادي، لوسي راشتون، وهو إنجليزي أيضاً، العمل على التعاقد مع اللاعبين المناسبين لأسلوب لعبه، ومن المتوقع أن يضم روني لاعباً واحداً على الأقل وفقاً لـ«قاعدة اللاعب المحدد».
وستتيح لنا هذه التجربة أيضاً التعرف على مزيد من أساليب روني التدريبية. ورغم الصعوبات التي عانى منها ديربي كاونتي، فإن الفريق تحت قيادة روني جاء في المركز الثامن بين جميع فرق دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي، من حيث الاستحواذ على الكرة بنسبة 51 في المائة، وبالتالي يمكننا أن نتوقع أن ترتفع نسبة استحواذ دي سي يونايتد على الكرة من 46 في المائة؛ بل ومن الممكن أن يغير روني طريقة اللعب إلى 4-2- 3-1.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الفترة التي قضاها روني مع ديربي كاونتي ستساعده على السيطرة على غرفة خلع الملابس، وتنفيذ أفكاره بسهولة في الدوري الأميركي. إنه صديق حميم لقائد الفريق منذ عام 2017، ستيفن بيرنباوم، لذا فإن المدير الفني الجديد لديه حلقة وصل رائعة مع اللاعبين، وحليف قوي داخل الملعب.
يمكن أن يكون الدوري الأميركي صعباً، ويمكن اعتبار هذه الخطوة بمثابة مغامرة من جانب روني؛ لكن قبوله لهذه المهمة يعني أنه يمتلك شخصية قوية وحازمة، وهو الأمر الذي يعرفه جيداً جمهور ديربي كاونتي. ولو عمل روني في بيئة طبيعية بعيداً عن خصم النقاط وشبح الهبوط، ولو حصل على مزيد من الحرية لبناء الفريق وفق رؤيته الخاصة، لحقق نجاحاً كبيراً مع ديربي كاونتي.
التعليقات