(CNN)– قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، يوم الأربعاء، إن المحادثات غير المباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف إنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع طهران، انتهت دون إحراز أي تقدم.
وأضاف المسؤول أن المحادثات، التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي “ما زالت في مكانها، وهو ما يعني في هذه المرحلة تراجعا”.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت لاحق الأربعاء، أن المحادثات انتهت، وقال: “بينما نشعر بالامتنان الشديد للاتحاد الأوروبي على جهوده، نشعر بخيبة أمل لأن إيران فشلت، مرة أخرى، في الاستجابة بشكل إيجابي لمبادرة الاتحاد الأوروبي وبالتالي لم يتم إحراز تقدم”.
وقال إنريكي مورا، المسؤول البارز في الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، عبر حسابه على تويتر: “كان هناك يومين مكثفين من المحادثات غير المباشرة في الدوحة بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)”.
وأضاف: “لسوء الحظ، لم يتم إحراز التقدم الذي كان يأمله فريق الاتحاد الأوروبي بعد، وسنواصل العمل بإلحاح أكبر لإعادة التوصل إلى اتفاق رئيسي بشأن منع الانتشار وإعادة الاستقرار الإقليمي إلى المسار الصحيح”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “أوضحنا، في الدوحة، كما في السابق، استعدادنا لإبرام وتنفيذ اتفاق بسرعة بشأن العودة المتبادلة إلى الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة على أساس ما يقرب من عام ونصف من المفاوضات”.
وأضاف: “لكن إيران أثارت في الدوحة، كما في السابق، قضايا لا علاقة لها كليا بخطة العمل الشاملة المشتركة، ويبدو أنها ليست مستعدة لاتخاذ قرار جوهري بشأن ما إذا كانت تريد إحياء الاتفاق أو دفنه”.
وفي المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، عبر حسابه على تويتر، إن المحادثات كانت “مكثفة”، وأضاف: “إيران قدمت أفكارها ومقترحاتها، كما قدم الجانب الآخر ملاحظاته”، مضيفا أن مورا والمفاوض الإيراني على باقري “سيظلان على اتصال فيما يتعلق بمواصلة المحادثات والمرحلة المقبلة”.
وجاءت المحادثات في العاصمة القطرية لمحاولة إحياء الاتفاق النووي الذي أبرم 2015 بعد شهور من الجمود بعد جولات عديدة من المحادثات في فيينا بالنمسا، والتي فشلت في تحقيق انفراجة.
وقد أعيد إحياؤها بعد زيارة قام بها منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى طهران الأسبوع الماضي.
وكانت الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي في عام 2018 في عهد الرئيس آنذاك دونالد ترامب، ورفضت إيران بشكل متزايد القيود المفروضة على برنامجها النووي التي فرضها الاتفاق.
وحذر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون مرارا وتكرارا من أن فرص العودة إلى الاتفاق النووي تتضاءل مع تصعيد إيران لأنشطتها النووية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في منتصف يونيو/ حزيران إنه “سؤال مفتوح عما إذا كان بإمكاننا ذلك، هناك الكثير مما يوحي بأننا لن نكون قادرين على ذلك، لكننا كنا وما زلنا نستعد بشكل متساوٍ لسيناريوهات حيث توجد عودة متبادلة للامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة والسيناريو الذي لا توجد فيه عودة للخطة”.
وفي الآونة الأخيرة، قالت إدارة جو بايدن إنها تعتقد أن العودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي لا تزال في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي: “وجهة نظر الولايات المتحدة صريحة وهي أننا مصممون على ضمان ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا”، وأضاف: “نعتقد أن الاتفاق الدبلوماسي هو أفضل طريقة للقيام بذلك، ونعتقد أن العودة المتبادلة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة هي في مصلحة الولايات المتحدة وشركائنا، وهناك اتفاق متاح على الطاولة لإيران، والأمر متروك لها”، وتابع أن “إيران ستقرر ما اذا كانت تريد ذلك أم لا”.
التعليقات