بعدما ألغيت الأسبوع الماضي، أول رحلة جوية كان من المقرر أن تنقل مهاجرين من بريطانيا إلى رواندا الدولة الواقعة في شرق إفريقيا عقب قرار أصدرته في اللحظة الأخيرة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، طفت على السطح كثير من المآسي.
فقد روى عراقي كردي هاجر إلى بريطانيا بشكل غير قانوني، تفاصيل رحلة قاسية تخللها استخدام السلطات البريطانية للقوة في محاولة لترحيله مع 6 مهاجرين آخرين على متن الطائرة ذاتها.
مخاطر بـ15 ألف دولار
وقال برهم حمه علي، وهو عازب عمره 25 عاما، يتحدر من قضاء سيد صادق في محافظة السليمانية، ثاني محافظات إقليم كردستان العراق، إنه لجأ إلى المملكة المتحدة على أمل الخلاص من واقع الحال في بلاده، بحسب ما نقلت فرانس برس.
كما أضاف وهو جالس في مخيم قرب العاصمة البريطانية، أن الأوضاع الاقتصادية سيئة والبطالة منتشرة في إقليم كردستان، وهو ما دفعه للمغادرة.
وأوضح الشاب أنه وصل إلى المملكة المتحدة عبر تركيا ومن ثم فرنسا. وتعرض خلال رحلته الطويلة لمخاطر وأنفق حوالي 15 ألف دولار.
وبمجرد وصوله، في 23 أيار/مايو، نقلته السلطات البريطانية إلى مخيم بقي فيه يومين ثم أعطوه رسالة طلبوا منه تسمية محام لبحث وضعه معه وطلب اللجوء، ثم نقلوه لمخيم كولنبرو للمهاجرين الذي يقع قرب مطار هيثرو في لندن.
الجميع يبكي
بعد ذلك، أعطوه في الثالث من حزيران/يونيو، تذكرة سفر إلى رواندا، ثم نقل ومعه 6 مهاجرين إلى المطار.
ليكون رغماً عنه، واحدا من أول مجموعة مهاجرين غير شرعيين، تسعى حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون لترحيلهم لهذا البلد الذي يقع في شرق القارة الإفريقية، حيث وضعهم الحراس بالقوة في الطائرة، قائلاً: “كلنا كنا نبكي، واجهنا ألما نفسيا وجسديا”.
ولكن بعدما استقلوا الطائرة ألغيت الرحلة فأعادوهم إلى المخيم ذاته.
إلى ذلك، أوضح على أن أسبوعاً مر على تلك “المغامرة” إلا أنه لا يعلم ما سيحدث له. وقال “أطلب البقاء في بريطانيا، طلبنا اللجوء في المملكة المتحدة لأن حياتنا لم تكن آمنة، والآن يريدون نقلنا إلى بلد مزقته الحرب”.
14 حزيران/يونيو (رويترز)
“هذا يعني الموت”
وتابع بصوت مرتجف “أخاف أن يقرروا في النهاية نقلنا إلى رواندا، هذا يعني الموت بالنسبة إلينا”.
يشار إلى أن الحكومة البريطانية كانت قررت الأسبوع الماضي تجهيز طائرة للإقلاع إلى رواندا من مطار عسكري بريطاني تقل 7 مهاجرين.
وتقول الحكومة إن الهدف من خطتها التي تقضي بإرسال طالبي اللجوء الذين يصلون إلى أراضيها بشكل غير قانوني، إلى رواندا التي تبعد أكثر من 6 آلاف كيلومتر، هو الحد من عمليات الهجرة غير القانونية عبر بحر المانش.
التعليقات